«مقام العود» لشربل روحانا.. خريطة طريق

فاتن حموي

يوقّع الفنان شربل روحانا، السابعة والنصف مساء الأربعاء المقبل (7 أيلول الحالي)، منهج «مقام العود» من إعداده وتأليفه وكتابته، في «الحديقة العامة» لمدينة جبيل (طريق الميناء)، بدعوة من إدارة معهد القديسة رفقا للموسيقى. تتخلّل التوقيع كلمات لمسؤول قسم الدكتوراه في كليّة الموسيقى في جامعة الروح القدس – الكسليك الأب الدكتور بديع الحاج، ورئيس المعهد الوطني للموسيقى الدكتور وليد مسلّم، ومديرة المعهد الأخت الدكتورة مارانا سعد والفنان روحانا. تلي الكلمات فقرة موسيقية بعنوان «دوزان» من «مقام العود» مع الفنان روحانا وإيلي خوري الذي حضر من فرنسا بهدف المشاركة في هذا الحفل.
استند روحانا في كتابه إلى خبرته التي تمتد إلى أكثر من ثلاثين عامًا في مجال تدريس آلة العود في لبنان وخارجه، معلنًا في حديث خاص لـ «السفير» أنّه ومن خلال الكتاب يحاول التركيز على أنّ للعود مقامًا عالياً وكبيرًا ومكانة كبرى ليس فقط في وجدانه، بل في وجدان الموسيقيين وغير الموسيقيين على حد سواء. «هو منهج متكامل للعود. دخلنا في الكتاب إلى أساس الموسيقى العربية من ناحية الآلة ومكوّنات الموسيقى العربية من حيث المقام العربي الشرقي والإيقاعات الشرقية من خلال تمارين ومقطوعات لشربل وغيره من الفنانين، تعكس ريبرتوار كل ما تبيّن أنّه نافع ومفيد في تدريس آلة العود للطلاب».
يضيف روحانا الذي كتب منهج العود في تسعينيات القرن الماضي انّه آثر أن يكون «مقام العود» سندًا أساسيًا للأساتذة والطلاب ليوفّر عليهم طرح أسئلة قد تبدو بديهية. «هو بمثابة دليل ومرتكز للأستاذ والطالب. لا أدّعي أنّ الكتاب يجيب على كل الأسئلة. لا أحد يمكنه ذلك، لكنه خارطة طريق، ويمكن أن يشكّل قاعدة متينة للطلاب الموهوبين للانطلاق نحو إبداعاتهم. آمل أن تكون لدى المبدعين أفكار وتقنيات وتمارين أخرى للعود إضافة إلى ما أوردناه في الكتاب. يعلّم الكتاب العزف بشكل إفرادي أو ضمن مجموعة بدءاً من السنة التحضيرية وصولاً إلى السنة الثامنة».
وصفة سحرية
لا يعتبر روحانا أنّ الكتاب وصفة سحرية، «لا يمكننا أن ننسى بيئة المؤسسة التي ينتمي إليها الطالب والأستاذ وأهميتها في تلقي العلم والتطوّر. العلاقة ليست فقط مع نوتات وحبر وورق، على العلاقة أن تكون حيّة من خلال ورش العمل على سبيل المثال. المنهج يترافق مع اعتبار آلة العود آلة حيّة، وليس فقط باعتبار المنهج صدر في كتاب ويجب أن يُدرّس. السؤال هو في كيفية تدريس المنهج. الدروس الجماعية شديدة الأهمية من أجل ترجمة الأعمال الموسيقية بشكل جذاب ومفيد. وعلينا خلق دينامية في التدريس». وعن إمكانية اعتماد كتابه منهجًا في «الكونسرفاتوار» كونه المسؤول عن قسم العود منذ العام 2014 يقول: «هذا القرار تتخذه إدارة المعهد. يهمني أن يُدرّس بالطبع كوني وضعت كلّ خبرتي فيه. سبق لي أن عرضت الكتاب للتدريس بنسخته التجريبية. تركت المعهد في العام 2006 وعدت إلى رحابه منذ سنتين. أرى أن فترة ابتعادي كانت ضرورية لأعيد حساباتي من كلّ النواحي. حين دعيت إلى العودة كان الهدف رسم سياسة جديدة لتعليم آلة العود، من خلال إيجاد طريق يصلنا بماضي العود وتراثه. التأثر بالموسيقى الغربية لا يجب أن ينسينا المقامات والإيقاعات الشرقية. يجب إعطاء العود دوره التاريخي، دون أن نمنع أي محاولة للتطوير والذهاب إلى الأمام»، يضيف روحانا بتواضعه المعتاد: «يسرني أن يتم اعتماد كتابي منهجًا في المعاهد الموسيقية داخل وخارج لبنان وأتمنى أن يكون مفيدًا». يُذكر أنّ معهد القديسة رفقا تولى طباعة الكتاب ووضع كل الإمكانيات اللازمة أمام روحانا ليرى الكتاب النور باللغتين العربية والإنكليزية. يشرح روحانا قائلاً: «تبنى المعهد وبكلّ جدية هذا الكتاب بكلّ تفاصيله. يعتبر الكتاب من أفضل الكتب الموسيقية تنفيذًا من ناحية الإخراج والطباعة.
نحتاج إلى بيئة محفّزة وراعية لنستمر في العمل. وبعيدًا مني ومن كتابي، فإنّ لدى المعهد خطة لدعم الموسيقى العربية بغية إحيائها. وأشكر كلّ من عمل ليكون هذا الكتاب واقعًا ملموسًا، بدءًا من فادي خليل الذي تولّى طباعة النوتات، وLingua Plus الذي ترجم النصوص إلى الإنكليزية. ولا يجب أن أنسى جميع الذين استشرتهم قبل أن أصل إلى قناعة تامة بمحتوى الكتاب». ومن المقرّر أن يقدّم روحانا مجموعة ورش عمل مجانية حول منهج العود في المعهد، كل سبت بدءًا من الثالث والعشرين من الجاري.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى