«كيد النساء» للمسرح الجوال.. عنف منزلي

فاتن حموي

لا أفق يحدّ المسرح الجوّال. الفن هو الأساس والعلاقة مع الناس هي المدماك. من هنا استمرت فرقة أبو سليم منذ سنوات طويلة وما زالت تحكي أوجاع الناس من خلال ابتسامة في هذه القرية أو تلك في كلّ أرجاء لبنان. تتمّ الدعوة للفرقة فتتأبّط الفرقة شغفها للعرض.
بدأت الفرقة أخيرًا عرض مسرحية بعنوان «كيد النسا» فكرة وكتابة وإعداد عُلا عيد ومن تمثيلها إلى جانب صلاح تيزاني (أبو سليم)، وصلاح صبح (شكري) وفؤاد حسن (الزغلول). المسرحية بحسب عيد عبارة عن مجموعة اسكتشات منوّعة مدتها ساعة، تتعلّق بالمرأة بشكل أساس، من العنف المنزلي وتحويل المرأة إلى سلعة استهلاكية وأحيانًا إلى سارقة باسم الحب، وعمليات التجميل وغيرها الكثير.
تعلن عيد في حديث خاص لـ «السفير» أنّ الهدف الأساس من خلال هذه المسرحية هو التوعية الاجتماعية أولاً وأخيرًا، «الابتسامة هي الإضاءة على مشاكلنا وهي تؤدي الرسالة المطلوبة. أكبر مكيدة تقع فيها المرأة هي من المرأة. من هنا أتى عنوان المسرحية»، مضيفة أنّ العرض الأول لـ «كيد النسا» الأسبوع الماضي كان في البرجين، ومن ثم بنت جبيل، والنبطية. «نتلقى العروض من البلديات والمدارس لعرض المسرحية، ونحن مصرّون على فكرة المسرح الجوّال، نعطي الناس الفرح ونقدّم رسالتنا في محيطهم، وفي المقابل الناس تعطينا الرعاية والمحبة. يحق للمواطن الذي يقطن خارج بيروت والمسارح الكبرى أن نزوره ونقدّم له عملنا. اعتدنا على هذا المنوال، وهو يسبّب لنا سعادة لا مثيل لها.
انضمّت عيد إلى فرقة أبو سليم منذ أربعة عشر عامًا، «بعد كل هذه السنوات، بات الناس يخبرونني قصصهم لأضمّها في أعمال مسرحية. هي علاقة ثقة ننسجها مع الناس من خلال عروضنا المتجوّلة».
كانت عيد ابنة طرابلس الفيحاء وخريجة إدارة الأعمال تعمل في الصحافة المكتوبة وجمعتها الصدفة بالفنان منير كسرواني فدعاها لمشاركته إحدى مسرحياته، «علّمني اللكنة الجنوبية لأؤدي دور المرأة الجنوبية بدلاً من الممثلة ميراي بانوسيان التي كانت في حال وضع في ذلك الوقت. وسررتُ جدًا بالعمل معه، ثم شاركت في مسرحية «مهدي عامل» للمخرج حسام الصباح وكرّت سبحة الأعمال معه، وخلال أحد عروض مسرحية «الجميلة والمهابيل الثلاثة» للصباح كان الراحل محمود مبسوط «فهمان» يشارك في المسرحية، ودعاني لأنضم إلى فرقة أبو سليم، ومنذ ذلك الوقت وأنا معهم».
تعتبر عيد أنّ التمثيل هو حياة وتعبير، «كنت أعبّر من خلال الكتابة الصحافية، ونصحني فهمان أن أمزج الكتابة بالتمثيل، ومنذ ذلك الوقت وأنا مستمرة في فرحي. كتبت لـ «تلفزيون لبنان» مسلسل «شوية ضحك» للراحل فهمان، الذي فارق الحياة ونحن نعرض مسرحية «دكتور الحقني» في كفر صير. قدّم حياته للفن ناثرًا الفرح من مكان إلى آخر».
تشارك عيد في أعمال مسرحية بعيدًا من فرقة أبو سليم، «شاركت أخيرًا في مسرحية «ما بيصح إلا الصحيح» نص وإخراج الدكتور علي ضيا بمناسبة تغييب الإمام موسى الصدر إلى جانب وفاء شرارة، وفؤاد حسن، وحسين شكرون، «التمثيل بحد ذاته يجذبي والدور هو الذي يناديني كوميديًا كان أو دراميًا، ومن بين الأدوار التي أعتزّ بها دوري في مسرحية «القديس مار جاورجيوس» للدكتور علي ضيا وقدّمناها في القليعة». يُذكر أنّ عيد شاركت في مسلسل «الغالبون» و «درب الياسمين» كما شاركت في فيلم «عصفوري» لفؤاد عليوان، فضلاً عن مشاركتها في بعض أفلام السينما الإيرانية. وكتبت عيد أكثر من مسلسل إذاعي لصالح الإذاعة اللبنانية.
تختم عيد بالقول «مشاركتي في أي عمل يرتكز إلى قضية، لا أستسهل المشاركة في الأعمال التلفزيونية لأجل الشهرة. الفن قضية بالنسبة إليّ، ومن هنا تأتي خياراتي في السينما أو التلفزيون. أنا جاهزة لأي عرض، خميرتي الكتابة ووجع الناس».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى