«اسمي جوليا» لجابر وريحان… هذه هي قصتي ببساطة

فاتن حموي

التقى الكاتب والمخرج يحيى جابر بالممثلة أنجو ريحان منذ أكثر من أربعة أشهر، كان اللقاء بغية العمل على مسرحية محورها شخصية جنوبية من الطائفة الشيعية تحت عنوان «بيروت ـ النبطية» أو «بيروت ـ برج البراجنة» أسوة بمسرحية يحيى جابر «بيروت الطريق الجديدة» عن شخصية بيروتية من الطائفة السنيّة على أن تكون ريحان البطلة. ما زالت ريحان بطلة مسرحية جابر الجديدة، لكن تغيّر العنوان والمضمون. آثر جابر أن يمنح ريحان تحفته المسرحية التي كتبها منذ سنتين من رحم قصة صديقة وكان يخبئها لحين عثوره على بطلته «جوليا»، فكانت أنجو البطلة… وكانت مسرحية «اسمي جوليا» التي ستُقدّم عند التاسعة من مساء الأحد في الخامس والعشرين من الشهر الحالي على خشبة مسرح «تياترو فردان».
تقول ريحان في حديث خاص لـ «السفير» إنّ التدريبات حول المسرحية بدأت منذ أكثر من أربعة أشهر، «كان الشهر الأول عبارة عن تعارف بيني وبين المخرج، وها نحن اليوم نخيط تفاصيل المسرحية الأخيرة، ونحن على أتمّ الجهوزية لعرضها أمام الجمهور».

بيت امرأة
تضيف ريحان أنّ جابر عرض عليها دور جوليا بعد الشهر الأول من التعارف وتروي لنا قصة جوليا وقصتها فتقول، «كأنّ الحاضرين سيتلصصون من شباك بيت امرأة على حياة جوليا. جوليا ابنة الجنوب القاطنة في برج البراجنة تروي قصة ضياع هويتها من حيث الانتماء المتأثّر بالطابع الديني. جوليا تصارع المجتمع الشرقي. تحكي عن عذريتها. تروي خيوط وقصّة أول حب في حياتها. تُخبرنا عن زواجها. وتواجه أيضاً مرض سرطان الثدي. السرطان الذي نختبئ خلفه ولا نواجهه، ولا نسمّيه باسمه في بعض الأحيان مع أنّه بات حاضرًا في معظم البيوت يقطف أحبابنا وهو أساس في ارتفاع منسوب حزن الكثيرين الكثيرين. هذا المرض أفقدني والدتي منذ خمس سنوات. ما زلت أشعر أنّني فقدتها اليوم أو أمس، وكلما سألني أحد ما متى فقدت والدتك أتذكّر عمر ابني كريم الذي ولد بعد وفاتها لأحسب السنوات (تصادف الأحد المقبل ذكرى رحيلها الخامسة)، وهذا المرض أفقدني أيضًا خالتي. لم أكن قد عالجت موضوع السرطان بيني وبين نفسي. لذلك تردّدت كثيرًا لاعتبارات عدّة قبل قبول خوض هذه التجربة، لا سيما أنني أقف وحيدة على خشبة المسرح. بدأ التحدي وساعدني جابر على فكرة تخطي الموضوع عبر مواجهته قبل البدء بتدريبات المسرحية. قام جابر بورشة عمل تمحورت حول علاقتي بوالدتي ووالدي ومحيطي، ولا سيما الشعور بالذنب واللاعدالة الموجودة في الدنيا. كانت ورشة العمل على المستويات كلها. وصلت إلى قعر روحي في العذاب ومن ثم صعدت تدريجيًا من خلال العمل على النص عبر إضافات وتلوينات معيّنة بهدف تقديم عمل واقعي وحقيقي إلى أبعد درجة».

أصوات
تعلن ريحان أنّها لن تقدّم فقط شخصية جوليا من خلال المسرحية بل ستقدّم أكثر من ثلاثين شخصية منها دور والدة جوليا «إنصاف» ووالدها «علي» وزوجها «حسين» وجدها وجدتها، «سألعب أدوارًا عدّة منهم أول شخص أحبّته جوليا، وصديقتها، وشقيقتها، والطبيب، وغيرهم الكثير. سأؤدي بعض الأدوار من خلال الأصوات، والبعض الآخر سيظهر من خلال الأحاديث عنهم. الشخصيات إمّا انعطافات في التسلسل الدرامي أو إضافة أساسية في السياق العام للمسرحية».
تضيف ريحان «كل الشخصيات مهمة إلا أنّ الأم هي دينامو المسرحية، من حيث تأثر جوليا بها وتفاعل الأم مع كل تفصيل في حياة ابنتها بما فيها مرض السرطان»، معلنة أنّ النص قوي جدًا «كل شخصية أقدّمها إمّا من خلال الصوت أو من خلال إشارة أومئ بها».
تخبرنا ريحان أنّها قدّمت عرضًا للمقربين منها في منزلها يوم الجمعة الماضي وتعاطف الجميع مع جوليا، «لكل شخص ردة فعل مختلفة، وتماهى كلّ شخص من الحاضرين مع شخصية معيّنة من ضمن الشخصيات. قيل لي إنّ المسرحية مضحكة وتجعل العينين تدمعان في الوقت عينه، وأقول إنّ طابع المسرحية في الأساس هو البساطة على المستويات كلّها من دون أي ادّعاء من أيّ نوع، لا من حيث الديكور ولا من حيث النص والتمثيل. الديكور والأكسسوار من نقاط القوة في المسرحية. يطيب لي أن أطلق على المسرحية صفة الواقعية، فالواقع يضحكنا ويبكينا. ويصـــفها الكاتب والمخرج يحيى جابر بالكوميديا السوداء التي تميل إلى اللون الزهري».
لا ادّعاء بتقديم حلول من خلال المسرحية، بحسب ريحان «لسنا في معرض تقديم حلول لكيفية مواجهة مرض السرطان، جلّ ما في الأمر أنّنا نضيء من خلال جوليا على شخص تعامل مع المرض. هناك مَن يأخذ ويعطي وهناك مَن يأخذ ولا يعطي. كل شيء موجود في الحياة».
يُذكر أنّ مدّة عرض المسرحية ساعة وخمساً وأربعين دقيقة، تضيف ريحان «هذا على أبعد تقدير»، وتختم ريحان بالقول «أنا اسمي جوليا وجايي خبّركن قصتي ببساطة».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى