رَحيل.. للشاعرة وفاء جعبور

خاص ( الجسرة )

 

مَرّوا هُنا ..
تركوا خطوطَ الحبرِ في الكلماتِ
نقشًا دافئا للذكرياتِ
وغادروا ..
لم يسألوا الألوانَ
كيف تَصَالحَ الأضدادُ فيها
أبيضُ الشُرُفاتِ
محمولٌ على الأكتافِ
أسودُ
قابعٌ خلف الممرّاتِ البعيدةِ
والمسافة بيننا
قمرٌ صغيرٌ
لا يُجيدُ الحبوَ فوق سمائهِ
أفلا تُعلّمُنا الكتابةَ
يا غريبْ

كُلّ الحروفِ المخمليةِ
فوق مرقدنا تمرُّ
وليس في الأكفانِ
تلميذ ٌ
يفكّ تعثر الكلماتِ
لو سقطتْ على أحلامنا
أفلا تعلّمُنا الحياةَ
لنستقيلَ من المماتْ
غيمٌ يحاولُ أن يمُدّ ذراعهُ
للأرضِ
كيف نهزّ ذاكرة الفصولِ
ليقبضَ الصيفُ الشتاءَ
وينقضي حزنُ السماءِ
على طفولتنا المُراقةِ
في خريفِ الصبرِ
حين يزورنا وجهُ الحبيبةِ
والربيعُ الميّتُ الأقدامِ فينا
لا يعانقها
فدَعكَ من المواويل الطويلةِ
لُمَّ شملَ الآهِ فينا
يا حبيبْ

هم غادروا
تركوا طقوسَ الغيم تسرقهم
وما التفتوا لنا
أفلا تريحُ دموعنا
وتَرُدَّ بابَ الحزنِ
تنهرُ نسمةَ الأشواقِ
لو هبّتْ على أيامنا
فاليومَ يرحلُ ظلّهم
وغداً يزورُ القلبَ
إيقاعٌ رتيبْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى