«ليالي أريج فلسطين للموسيقى».. الغناء والتنوّع وكسر الحواجز

فاتن حموي

ينظّم «مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية ـ الجنى» وبالتعاون مع «الأونروا»، الدورة الثالثة لمهرجان «ليالي أريج فلسطين للموسيقى» في «كلية سبلين» التابعة للأونروا على مدى ثلاث ليال تبدأ مساء غد الأربعاء (28) عند السابعة والنصف. تفتتح المهرجان في ليلته الأولى مجموعة من المواهب الفلسطينية الشابة (خالد عابد، خالد مناع، عبد حلواني، ضحى نوف ولارا زمزم) بقيادة الفنان زياد الأحمدية، وتحيي المطربة وعازفة العود نسرين حميدان اللـــيلة الثانية من المهرجان، على أن تكون ليــلة الختام مع فرقة «حنين» الفلسطينية التي ستقدّم «أغاني العرس الفلسطيني» لتعكس وتؤكّد الحفاظ على الموروث الشعبي الفلسطيني.

يقول منسّق المهرجان ومدير البرامج في مركز «الجنى» هشام كايد في حديث خاص لـ «السفير» إنّ مسرح جنى الجوال للعروض الفنية والثقافية يعتبر مفهوماً جديداً نسبياً في لبنان، إذ يتيح الفرصة أمام المناطق المهمّشة التي لا تتسنى لها المشاركة في فعاليات من هذا النوع. كما يفتح المجال للفرق الموسيقية المحترفة للتواصل مع جمهور آخر. «وفي هذا العام، تندرج «ليالي أريج فلسطين للموسيقى» تحت مظلة مشروع «تعزيز التواصل»، الذي ينظمه وينفذه مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية – الجنى، بدعم من «اليونيسف». يضيف كايد أنّ اختيار منطقة سبلين أتى بسبب المزيج المتنوّع في المنطقة من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، وبما أنّ مشروع «تعزيز التواصل» موجّه نحو الفئات المهمّشة ليس فقط اجتماعيًا بل ثقافيًا أيضًا، ومن المعروف أن المنطقة تفتقر إلى المهرجانات، وتجدر الإشارة إلى أنّ كل الحفلات مجانية، وقد قدّمت «الجنى» أكثر من سبعة وعشرين عرضًا منذ تأسيس المسرح النقّال في العام 2011 من خلال هبة إسبانية.
أصوات جميلة
يُذكر أنّ الدورة الأولى لمهرجان «ليالي أريج فلسطين الموسيقية» هذا العام أقيمت في شهر أيار الماضي في مخيم البداوي وأحياها الفنانون شربل روحانا، ومكادي نحاس، ونسرين حميدان، أمّا الدورة الثانية فكانت في ميناء صور مطلع الشهر الحالي بمشاركة سامي حواط، وغادة غانم ومجموعة من المواهب الفلسطينية. يضيف كايد أنّ المركز أعلن عن بحثه عن أصوات جميلة وتقدّم العديد من الشباب والشابات الفلسطينيين والفلسطينيات، وتمّ اختيار خمسة أصوات منهم، «عمل على تدريبهم وتعليمهم الفنان زياد الأحمدية»، ويشرح كايد سبب اختيار المناطق بالقول «نحرص على التنوّع في الاختيار ولا سيّما المخيمات، فحين شارك شربل روحانا في المهرجان على سبيل المثال، كانت زيارته الأولى لمخيم البداوي، ومن يحب شربل روحانا لحق به إلى المخيم، وبالتالي نكون قد ساهمنا إلى حد ما في كسر الحواجز بين أهالي المخيمات وبين من لا يملكون أدنى فكرة عن حياة ساكنيها. هو التعارف الذي نهدف إليه أولاً وأخيرًا من خلال إرساء مفهوم التعايش وبناء جسور تواصل لردم الهوة بين المجتمعات المتنوّعة».
بدوره يقول الأحمدية إنّ الشباب والشابات الفلسطينيون/ الفلسطينيات الذين يعمل على تدريبهم وقيادتهم ومشاركتهم الحفل، «سيغنون لوديع الصافي، وفيروز، ومحمد عبد الوهاب، وكارم محمود، وأميمة الخليل، وصباح، وفريد الأطرش، وسمير يزبك، فضلاً عن عدد من الموشحات وأغنيات من الفولكلور الفلسطيني والقدود الحلبية». ويرى الأحمدية أنّ ما يربطه بهذا المهرجان ليس مجرّد عمل بل التزام بالقضية الفلسطينية وبالأصالة الفنية من حيث اختيار الأغنيات على سبيل المثال لا الحصر، «أجد أنّ على الجميع إلى أي مجتمع انتمى الاستماع إلى الأصالة الغنائية»، ويشرح علاقته بالحفل قائلاً «سأكون قائدًا وعازفًا ومشاركًا في الكورال لمجموعة من المواهب الرائعة. أفخر بأصواتهم وهم يعيشون ظروفًا صعبة دون أي دعم ثقافي فعلي، وأجد أنّ إعطاءهم فرصة للغناء هو بحد ذاته قضية مهمة، إذ إنّ خامات أصواتهم ممتازة وهي أهم بكثير من أصوات كثيرة نسمعها على الساحة الغنائية، ويجب أن ينالوا الرعاية اللازمة التي تليق بأصواتهم. آمل أن يتعلّموا العزف على آلة موسيقية، وسعيد بأنهم سيختبرون التفاعل مع الجمهور في حفلهم الثاني». وحول المهرجان يقول إنّه مشروع فني بحت لا علاقة له بالسياسة أو بالدين. الهدف هو التواصل والارتقاء بمجتمعاتنا على اختلاف أنواعها على الصعيد الثقافي الفني، مضيفًا «يهمني أن أكون مشاركًا في كل ما له علاقة بفلسطين وبما أنّ مهنتي التعليم وشاركت في ورش عمل عديدة تعنى بالصوت أشعر أنّ لديّ ما أعطيه لهذه المواهب الفلسطينية ليس على الصعيد التقني فحسب، فهناك فكر وراء الموسيقى. لا يهمّ فقط أن نغنّي بل علينا أن نعرف ماذا نغني ولماذا».

الجنى
تمّ تأسيس مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية والمعروف باسم «الجنى» عام 1990 كمؤسسة محلية غير ربحية مسجلة في لبنان. منذ تأسيسها تركّز المؤسّسة على العمل مع الشباب والأطفال، وخاصّة المتأثرين بالحروب، والنزاع، والتهميش، كما تنشط في تنمية قدرات الجمعيات والجهات الفاعلة والناشطين الاجتماعيين الذين يعملون مع الشباب والأطفال لمساعدتهم على تقديم خدمة أفضل لهذه المجتمعات. تخصّص المؤسّسة الخبرات والموارد المتاحة لتشجيع الفئة المستهدفة على التعلّم الفاعل، والتعبير الإبداعي، مستخدمة مداخلات تعتمد على أساليب إبداعيّة وبرامج تشجّع التغيير الاجتماعي، التعايش، التعلّم النشط، تبادل الخبرات، والتطوّر الذاتي. كما تنشط المؤسسة بتوثيق الخبرات الفنية والثقافية والذاكرة الحية. للوصول الى أهدافها، تسعى المؤسّسة لتنفيذ البرامج الشموليّة التي غالباً ما تُشرك فيها المؤسسات المحليّة، موظفي المؤسّسات، الأطفال، الشباب، الأهل، الفاعلين في المجتمع.

 

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى