ليتني ..للقاص عبد الرحيم شراك

خاص (الجسرة)

 

امتلأت ساحة الجامعة عن آخرها بالطلبة ، و بدأت تعلو الأصوات هنا و هناك في هذا اليوم المميز. إنه “الوحش” المرعب كما ينعته الكثيرون، فهذا ما تُظهره وجوه زملائي القلقين لمعرفة نتائجهم، و الخائفين أيضالسبب من الأسباب. الكل ينتظر ما عداي ، فربما أكون الاستثناء الوحيد في هذا المكان الموحش بالنسبة لي ! لست متلهفا أبدا لرؤية نتيجتي في هذا العام ، فأنا واثق كل الثقة أنّني أعرفها مسبقا !
اقترب السيد عامر ليعلق ورقة النتائج في المكان المخصّص لهاعلى الحائط، فتبعه موكب من الطلبة المتشوقين فيما كنت أتمشى ببطء شديد متعمدا. كم أغبطهم ! فحالتي المختلفة عنهم تجعلني أشعر وكأنّني وحيد في هذا المكان الغريب.
أصبحت النتائج بادية للجميع ! وقفت للحظات دون النظر إليها، ثم ابتعدت بسرعة تاركا المكان لكل هؤلاء الراغبين في رؤية نتائج جهودهم، والخائفين ربما ممّا ينتظرهم. لم أندهش أبدا عندما سمعت صرخة فرح عالية أطلقها علاء ، فقد اجتهد بقوة من أجل الحصول على المرتبة الأولى ، هنّأه منافسه هشام بروح رياضية قلّ نظيرها ،لقد ثابرا و عملا بجد فحصدا ثمار اجتهادهما. كنت أراقبهما باهتمام، لكنني لم أجرؤ حتى على الاقتراب منهما فالأمر يبدو غير مألوف البتة !
أمّا زميلتنا هبة ، فقد انفجرت بالبكاء بعدما عرفت بأمر رسوبها. ثم اعترفت بصوت عال تملؤه الحسرة أنها كانت تضيّع وقتها أمام الحاسوب بدل المذاكرة ، وعلى العكس تماما منها بدت يسرى سعيدة بنتيجتها. حيث أنّها احتلت مرتبة أعلى من تلك التي احتلتها في المرة السابقة. لقد لاحظ الجميع تقدمها وجهدها الكبير،كما أنّ عميد الكلية هنّأها شخصيا بنجاحها.
هكذا بدت أحوال الطلبة في فصلنا الجامعي، أمّا أنا فلست فرحا أو حزينا! انتظرت حتّى ذهب الجميع، ثم اقتربت بهدوء لأرى نتيجتي ! إنّها مثل نتيجة العام الماضي … ليتني أبذل جهدا أفضل في الاختبارات المقبلة . لكن، أليس هذا ما أقوله في كل مرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى