«إصمت» مسرحية ساخرة تنتصر للمرأة

يُدشّن مسرح سان دوني في مونتريال الكندية نشاطاته الخريفية بعرض مسرحي منفرد تقدمه الكوميدية ماريانا مازا (25 سنة)، وهي مولودة لأم لبنانية وأب من اوروغواي.، تملك مواهب وتجارب فنية متنوعة، وهي مؤلفة وممثلة ومقدمة برامج تلفزيونية. تخلت عن دراسة الاتصالات لتلتحق بعالم الفكاهة والكوميديا كممثلة مسرحية منفردة. وتتحضر اليوم لجولة مسرحية طويلة في عدد من المدن الكندية.
«اصمت – Ferme ta Gueule « عنوان جريء صادم وهجومي لمسرحيتها الجديدة التي قدمتها على مدى اكثر من ساعة ونصف الساعة. وعرضت افكارها وآراءها امام جمهور، جله من بنات جنسها، ارادته ان يكون على مثالها شديد الانحياز إلى المرأة ونصيرها في المسائل الخلافية بين الجنسين.
في لقائها الأول مع الجمهور الكيبيكي، طرحت مازا مسألة «النسوية» كأيقونة يرقى ايمانها بها الى حد كبير. فهي لا تخشى المجاهرة بالتزامها النسوي، وتتوجه الى جمهورها بأسلوب المتسائل والمجيب معاً ومرح وابتسامة وحزم. وتقول: «تخوّلني النسوية الحق في أن افعل الأمر ذاته تماماً كالرجل». تصمت قليلاً وتتطلع الى بعض الرجال في الصالة تستشرف انطباعهاتهم وتردد بثقة كبيرة «نعم انا نسوية».
وتواصل مازا الإضاءة على معتقداتها النسوية بهدوء وانفتاح: «النسوية بالنسبة إلي هي القدرة على فهم الآخر المختلف ولا حاجة إلى إرغام المرأة على ان تكون مثيلاً له». وتعود قليلاً الى الوراء للنقاش الدائر حول البوركيني وتستغرب بابتسامة ساخرة: «هؤلاء النسوة هن سعيدات ان يسبحن به. فلندعهن وشأنهن، الشيء المهين هو ارغامهن بالقوة على قبول ما نعتبره صواباً». بعد استراحة قصيرة رافقتها موجة من التصفيق الحار، تكرر عنوان المسرحية بمرادفات أخرى «اصمت، اخرس، اقفل فمك». تعابير لا تعدو كونها «نوعاً من اللعب على الكلام» او محطة قصيرة للانتقال الى موضوع آخر مستفز حيناً ومثير لمشاعر المرأة والرجل في بعض الأحيان لإثارة مزيد من الضحك والسخرية. وفي هذا السياق تقول: «كل ما أعرضه هو جزء مني، وما يطرأ عليّ من تغيرات فيزيولوجية وبيولوجية ونفسية وجنسية».
ومع ختام العمل، كشفت مازا المضامين الحقيقية الكامنة خلف عنوانها المثير للجدل لتوجه عبره رسائل عدة لمن يعنيهم الأمر. ورددت: «اصمت لمن يقول شيئاً لمجرد القول ليس الا».
«اخرس، لمن يعتقد بأن الفكاهة مجرد تهريج وابتزاز لأموال الناس. اسكت، للإعلامي الذي يمسخ الفكاهة ويلخصها بنموذج بسيط من وسائل الترفيه. اقفل فمك للذي يقول اقفلي فمك». وعلى وقع العبارة الأخيرة اسدل الستار على المسرح، وضجت القاعة بالتصفيق الحار وصيحات الإعجاب والفرح.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى