زيادة وسلام وقرطاس يجتمعن في «مناضلات»

فاتن حموي

في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، وفي عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ألقت ثلاث نساء رائدات، خطابات تنويرية توعوية على أكثر من صعيد. الرائدات هنّ مي زيادة، وعنبرة سلام، ووداد قرطاس. وعند السادسة من مساء اليوم، تُستعاد هذه الخطابات في عرض بعنوان «مناضلات» في قاعة «الأسمبلي هول» في إطار الاحتفالات بالعيد المئة والخمسين لتأسيس الجامعة، بدعوة من «مبادرة العمل المسرحي في الجامعة الأميركية» وبالتعاون مع «مركز الفنون والآداب ـ ميلون غرانت» والدعوة عامة. تحكي المخرجة والأستاذة الجامعية سحر عساف ـ صاحبة الفكرة والإعداد والإخراج لهذا العرض ـ لـ «السفير» أنّ «مناضلات» ليس عرضًا مسرحيًا بالمعنى المتعارف عليه، ويحلو لها أن تسمّيه أداءً لثلاثة خطابات، «قمنا بتجميع خطابات لزيادة وسلام وقرطاس، من منطلق نضالهن ودعم الفكر الحر والتقدّمي لديهن، على أن تقرأ الممثلة جوليا قصّار خطاب زيادة، والممثلة والمخرجة علية الخالدي خطاب عنبرة سلام، والممثلة رائدة طه خطاب وداد قرطاس».
تضيف عسّاف أنّ دور زيادة الأدبي والفكري معروف وهي ألقت مجموعة من الخطابات في الجامعة، اخترنا خطابًا ألقته في العام 1932، «أحبّ العمل مع قامة قصّار التمثيلية وكانت صورتها تمثل أمامي كلّما فكّرت بزيادة، اتفقت معها على الفكرة ورحّبت. وللمفارقة الإيجابية قدّمت قصّار دور زيادة في وثائقي «كبارنا» الذي عرض منذ سنوات خلت عبر شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، وكانت المعلومة هذه غائبة عني»، أمّا عن اختيار الخالدي فتقول إنّها حفيدة سلام وهي قدّمت مسرحية مميّزة ورائعة عنها، وستلقي الخطاب الشهير لجدّتها الذي خلعت فيه نقابها في العام 1922. وبالنسبة إلى طه فاختيارها أتى لإبداعها أولاً ولشبهها بقرطاس ولكونها فلسطينية، «وداد قرطاس الكاتبة ومديرة مدرسة الأهلية لأربعين سنة والمشاركة في تأسيس عدد من المؤسسات التربوية هي من الداعمات للقضية الفلسطينية وكان نشيد «موطني» يصدح في مدرستها بأصوات طلابها بصورة أسبوعية». تعلن عسّاف أنّ هناك مقاربة من حيث الشكل والملابس للفنانات للإضاءة على الفترة الزمنية للخطابات. «يهتم الفنان بشارة عطاالله بالشكل وبالملابس، وتتولى الماكياج ميسون هلال، أمّا الإضاءة فلجاد بتلوني، والغرافيكس لـ «استوديو كواكب»، والتصوير لكيفورك تومايان، وإدارة الإنتاج لجوزف فارس».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى