«أصوات سردية» كتاب للناقد أحمد زين الدين

 

يرسم الكتاب القائم على فكرة جمع مقالات سبق نشرها في صحف محلية وعربية ملمحاً عاماً عن شكل الأدب المعاصر وتلويناته. وما يُقدّمه الناقد اللبناني أحمد زين الدين في كتابه «أصوات سردية: مقالات في الأدب الروائي»- الصادر حديثاً عن دار بيسان بعد كتاب «الحداثة ويقظة المقدّس»- يتناول روايات عربية تُعبّر عن أحوال المدن الآتية منها، على اختلاف أجيالها.
من يقرأ أسماء الروائيين الذين تناول زين الدين أعمالهم، يدرك جيداً أنّ المؤلف اعتمد التنويع أساساً في اختياراته، فحمل إلى الأصوات السردية اللبنانية والأصوات العربية المكرّسة، أصواتاً أخرى شابة، بعضها تتلمّس تجاربها الأولى و»تُنبئ بمواهب فذة»، على ما يقول زين الدين.
الروائيون الذين شملهم هذا الكتاب هم: الياس خوري («باب الشمس»، «غاندي الصغير»، «مجمع الأسرار»)، محمد أبي سمرا (بولين وأطيافها)، أحمد علي الزين (معبر الندم)، عبده وازن («قلب مفتوح» و»غرفة أبي»)، عباس بيضون (ألبوم الخسارة)، حسن داوود (لا طريق إلى الجنة)، علوية صبح (مريم الحكايا)، حنان الشيخ (بريد بيروت)، مايا الحاج (بوركيني)، نجوى بركات (باص الأوادم)، أحلام مستغانمي («ذاكرة الجسد» و»فوضى الحواس»)، غالية قباني (أسرار وأكاذيب)، رجاء عالم (طوق الحمام)، نوال السعداوي (زينة)، لينا هويان الحسن («نساء وألماس» و»نازك خانم»)، الطاهر بن جلون (حسن تترنّح ذاكرة أمي)، رشيد بو جدرة (ضربة جزاء)، حبيب عبد الرب سروري (دملان)، نبيل سليمان (حجر السرائر)، خالد خليفة (لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة)، وارد بدر السالم (تجميع الأسد)، سنان أنطون (وحدها شجرة الرمان)، أحمد إبراهيم الفقيه (خرائط الروح)، عبدالله خليفة (التمائيل)، ياسمينة خضرا (خرفان المولى)، واسيني الأعرج (البيت الأندلسي)، أمير تاج السر (اشتهاء)، سيد قشوع (ليكن صباحاً)، راضي شحادة (رواية الغشوة)، إبراهيم نصرالله (طيور الحذر)، سامية عيسى (حليب التين)، مريد البرغوثي (ولدت هنا، ولدت هناك)، عبده خال (ترمي بشرر)، عادل بشتاوي (بقايا الوشم)، أمجد ناصر (خذ هذا الخاتم)، جمال ناجي (موسم الحوريات)، موسى عبادي (الملكة والخطاط)، نور الدين فارح (أسرار)، إضافة إلى قراءات شاملة في أدب ثلاث كتّاب كبار هم غسان كنفاني وعبد الرحمن منيف واميلي نصرالله.
لا تعكس هذه القراءات النقدية نظرة انطباعية ولا تعبّر عن ذوق شخصي، إنما تحافظ على أصول النقد الروائي بما يحمل إلى القارئ المعلومة المفيدة عبر لغة سلسة.
وقد كتب زين الدين مقدمة تختصر قيمة الكتاب وأهميته، جاء فيها: «استعارت المدينة العربية كالعادة النمط السردي من الغرب بالتوازي مع استعاراتها التقنية واستهلاكها الاقتصادي، بعد أن انتقلت، أو هي في طور الانتقال، من عصر المدينة التقليدية المنكفئة على أعرافها وسننها وثقافتها المتوارثة، إلى طور المدينة الحديثة المتميزة بتنوعها ومرونة علائقها وانفتاحها وتحررها. بيد أنّ المدينة العربية على رغم هذه الاستعارات صبغت روايتها بأصباغها المحلية، وعبرت عن خصوصيتها، وعن معاناة أهلها، وعن مأزمها الاجتماعي والسياسي وعن تطلعاتها وصبواها».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى