شبكة فنون الأداء المعاصرة لاسترداد الفضاء العام

اجتمع 150 فناناً وفاعلاً ثقافياً من دول عدة في بيروت، بين ٦ و١٠ تشرين الأول (أكتوبر) في إطار اللقاء الفرعي للشبكة الدولية لفنون الأداء المعاصرة الذي حمل عنوان حرية التعبير.
نتج من الاجتماعات التي رعاها وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي، والتي نظمتها جوليان عرب وحنان الحاج علي، إعلان عريجي تبنيه مشروع قانون تعمل عليه النواة الوطنية للسياسات الثقافية في لبنان بالتعاون مع وزارة الثقافة وتعهد برفع هذا المشروع إلى رئاسة مجلس الوزراء لإحالته على البرلمان.
ضم اللقاء جلسات نقاش لم تحصر مفهوم حرية التعبير بالسجال الناشئ بين الفنان والفاعل الثقافي والكاتب من جهة والأجهزة الرقابية الرسمية من جهة أخرى، إنما طُرحت كل المسائل التي تؤثر على حرية التعبير وعمل الفنان في مجال فنون الأداء. فكانت جلسات تطرقت إلى مواضيع متنوعة منها إستعادة الحيز العام»، «تجوال الفنانين في المنطقة العربية وصعوبته»، «التمويل صديق أم عدو لحرية الفنون؟»، «السياسات الثقافية والتعاون الدولي في المنطقة العربية» وغيرها.
وتحدثت الأمينة العامة للشبكة الدولية لفنون الأداء المعاصرة نان فان هوت في الجلسة الختامية عن أهمية استرداد مفهوم الفضاء العام «اذ ليس هناك من حرية اذا انعدم وجود الفضاءات العامة التي تعاني في كل أنحاء العالم من الخصخصة».
وتطرقت إلى الرقابة التي يتعرض لها الفنان أحياناً من المجتمع، ولكن في الوقـــت نفــسه هنــاك ضرورة لاستمرار العمل في تـــلك الظـــروف وعــدم الإنعزال عن البيئة التي يعمل فيها الفنان.

«كن مع الفن»
ترافق اللقاء الفرعي في بيروت مع حملة دولية لدعم حرية التعبير رافقتها نشاطات عدة في كندا، سويسرا، إيطاليا، اليونان، فرنسا وأستراليا. كما أعلن «المورد الثقافي» إطلاق مبادرة «كن مع الفن»، وهو يسعى إلى دعم الفنانين والفاعلين الثقافيين الذين يعيشون حالياً تهديداً مباشراً أو حالة عدم استقرار نتيجة بقائهم في بلدانهم أو في بلدان مجاورة.
وتخللت الجلسات تدخلات فنية، كان أولها تدخل فني في عدد من الصحف اللبنانية صممه المعماري والكاتب رأفت مجذوب وأتاح عبر تقنية الـ «QR Code Reader» مشاهدة فيلم «شو صار» للمخرج اللبناني ديغول عيد الذي منعته دائرة الرقابة في المديرية العامة للأمن العام في٢٠١٠.
تلت ذلك، على مدى ثلاثة أيام، عروض لكل من لوسيان أبو رجيلي الذي تحدّث عن تجربته مع أجهزة الرقابة اللبنانية في «غير ممنوع من العرض»، وعبدالرحيم العوجي في «ستاند آب كوميدي» بعنوان «كل ما كنت ترغب/ين بمعرفته عن الشرق الأوسط ولم يحرجك أن تسأل/ي عنه»، و «كرفانة» وهي مسرحية لفرقة «كلاون مي إن» مبنية على ثماني قصص مسجلة للاجئين سوريين مقيمين في لبنان، وعرض «خطوات ايقاع ومخيم» لمحترف «القنديل الصغير للمسرح والرقص- أجيال». كما عُرض فيلم «جوهر في مهب الريح» لزينة دكاش.
وشهد اللقاء الفرعي أيضاً ثلاثة عروض مسرحية افتتحت بعرض «العـــنف» لجليــــلة بكار والفاضل الجعايبي. وقدّمت حنان الحاج علي عرضاً مونودرامياً بعنوان «جوغينغ – مسرح قيد التطوير»، تشاركت فيه مع الجمهور بعض يومياتها كفنانة ومواطنة وزوجة وأم من خلال ممارسة رياضتها اليومية «الهرولة» مستحضرة شخصية ميديا الأسطورية وشخصيات أخرى عرفتها حنان في تداخل وتواصل بين فضائــها الشخــصي والفــضاء العام للمدينة.
واختتم البرنامج الفني بـ «مساحات دموعنا»، عرض بصري شاعري، يعيد أيوب الذي لا يزال يؤمن بالإنسان إلى الخشبة. واستند العرض إلى نص للكاتب الروماني ماتيي فيشنك.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى