قصص قصيرة جدا .. إبراهيم العامري

 

 

 

( الجسرة )

حضيرة
بعد ارتفاع سعر النفط، وتعرض صاحب تاجر المواشي لخسارة فادحة، بسبب كساد السوق، وحلول اللحم المستورد المجمّد، بدلا من خرافه الطازجة. قرر التاجر أن يشدّ الحزام، وأن يستخدم خشب حظيرة الخراف كوقود في هذا الشتاء. لكن فكرة ترك الأغنام دون سياج خطيرة، واللصوص كثر، والذئاب قريبة، والخراف نفسها ستختار البرية والمساحات الواسعة، التي لا تقيّد رعيها. ففكر التاجر بطريقة تضمن له الخشب والإبقاء على الخراف مجتمعة في الوقت نفسه. كان حلّه ذكيا؛ إذ أحضر شاشة كبيرة مسطحة وعرض على الخراف فيلما بعنوان ( خارج الحظيرة) الفيلم يروي مذابح جماعية لخراف تعيش خارج الحظائر.

 

ثعلب

الثعلب الصغير وقف أمام المرآة في هذا اليوم ولم يفكر حينها أن يكتشف جمال ذيله الناعم مثلما تفعل أخته الصغيرة، ولم يكن يري في نفسه أية معالم للافتراس. كان يحاول أن يقنع نفسه أنه ليس ثعلبا، قد يكون سلحفاة أو أرنباً، أو حتى كائناً بحرياً يعيش في بقايا سفينة. وبينما كان منهمكا بالتفكير في هذا الأمر، قرر أن يترك عالم الافتراس، ويسكن قريبا من حقل الكرفس الذي يبعد مسافة غير بعيدة عن القرية. فحزم ملابسه وترك الوكر رغم تحذيرات الأم التي لم تفلح معه كلّ محاولانها لمنعه من ذلك. وفي طريقه لوجهته جاع الثعلب الصغير، ولحسن الحظ رأى حمامة مكسورة الجناح، لا تستطيع الطيران، فالتهمها على عجل، وأكمل السير.

 

حكاية
كنت امشي في الغابة، واسترعتني خشخشة في العشب، خفت، تناولت حجرا وعصى، قد يكون الذئب أو أفعى جائعة، أو يكون أحد المجرمين الهاربين، وقد يقتلني. كانت الخشخسة تزيد وتنقص، وكنت أسمع لهاثا وشيئا من الهمس. استجمعت قواي، اقتربت قليلا، تسللت عبر العشب بتؤدة، كانت ليلى بحضن الذئب في عناق حار، وعلى ما يبدو أنهم هربوا من الخرافات وأعين أهالي القرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى