شادي الهبر: نتسلح بشغفنا

فاتن حموي

آمن المخرج شادي الهبر بالمسرح لغة راقية للتعبير. صقل هوايته بالدراسة في مسرح منير أبو دبس. شارك في ورش تدريبية عدّة في لبنان وخارجه، وقدّم أعمالاً عدّة مع الأطفال وللأطفال. وقدّم مسرحيته الأولى في العام 2014 مع المسرحية خلود ناصر بعنوان «مرا لوحدا»، ومنذ العام 2015 وحتى اليوم ما زال مستمرًا في تقديم المسرحية التوجيهية بعنوان «قصتي» في المدارس والجمعيات في معظم مناطق لبنان. في الثاني والعشرين من أيلول الماضي افتتح الهبر مسرح «شغل بيت» في منطقة فرن الشباك بهدف التشجيع على الحركة المسرحية في لبنان أولاً وأخيرًا «فهو مكان لإقامة ورش عمل متنوعة ومختلفة حول المسرح ومكان للقاء بين المسرحيين لمختلف الأجيال، كما أنّه فضاء للتدريب على المسرحيات».

ورشة للعمل
بدأ المسرح نشاطه بورشة عمل مع الممثلة ندى بو فرحات للمحترفين، على أن تليها ورشة أخرى للهواة مع المخرج شادي الهبر والممثلة مايا سبعلي في أوائل الشهر المقبل، يقول الهبر «تستمر الورشة حول إدارة الممثل والإخراج المسرحي ستة أشهر، على أن تختتم الورشة بعرض مسرحي في «شغل بيت» أو في فضاء مسرحي آخر بحسب ما نراه مناسبًا»، مضيفًا أنّ الأفكار لا تنضب حول ورش العمل، «قد يصبح مسرح «شغل بيت» وكأنّه مدرسة حقيقية تقدّم ورش عمل تستمر كل ورشة ستة أشهر مع هواة يحبون المسرح، ما زلنا في طي التجريب والتفكير. سنعلن قريبًا عن مواقيت ورش عمل مختلفة تصبّ في العمل المسرحي، منها ورشة حول الرقص المعاصر والكتابة المسرحية والعلاج بالدراما مع متخصصين، ونتواصل حاليًا مع فنانين أتراك لتقديم ورش عمل في الفترة المقبلة. نحاول الإحاطة بالعمل المسرحي من كلّ الاتجاهات في التمثيل والإخراج والكتابة والرقص وكلّ تفصيل في المسرح».
يعلن الهبر لـ «السفير» أنّ إيمانه بالمسرح كبير جدًا، «قررتُ أن يكون لي مكان حميم يستقطب كلّ محبي المسرح من محترفين وهواة. وللتركيز على الحميمية أطلقت عليه اسم «شغل بيت»، إذ إنّه بيت تحوّل إلى مسرح، يضم قاعة تدريب، وقريبًا يصبح جاهزًا للعروض الصغيرة التي لا تتجاوز الثلاثين شخصًا. أردته «فشة خلق» ليس لي فحسب، بل لكلّ من يبحث عن مكان لتقديم ورشة أو عرض بكلفة بسيطة. هو المكان الذي يستقبل كلّ من يريده ويبحث عنه. هو الحلم الذي لم يكلّفني الكثير لكنه يعني لي. شعرت ليلة الافتتاح بدعم كبير من الممثلين ومن محبي المسرح، ونالت فكرة المسرح صدى كبيرًا، آمل أن يترجم بكلّ ما سيقدّمه من ورش عمل وعروض مسرحية».

كرز
يعد الهبر بتطوير مسرح «شغل بيت»، «سيتحوّل المسرح إلى شركة إنتاج للمسارح، ونعمل حاليًا مع فريق عمل حول تنفيذ هذه الفكرة. فريق العمل مؤلّف من متخصصين في المسرح والديكور والإعلام ونتعاون مع أشخاص يتمحور عملهم حول كيفية الحصول على تمويل ورعاية للمسرحيات. وعليه فإنّ كلّ مَن لديه فكرة مسرحية أو نص يريد العمل عليه مسرحيًا، من الممكن أن نساعده ونوجّهه أو نمنحه المساعدة في أيّ إطار يريد».
ينتج مسرح «شغل بيت» حاليًا مسرحيته الأولى بعنوان «كرز» حول حماية الأطفال، على أن تعرض الشهر المقبل، تليها المسرحية الثانية وتعرض في شباط المقبل بعنوان «نرسيس» لديمتري ملكي من إخراج الهبر وتمثيل مايا سبعلي، «وما زال البحث جاريًا عن الممثل الذي سيقف إلى جانب سبعلي».
يختم الهبر بالقول «نعمل متسلّحين بشغفنا المسمّى «مسرح». أريد أن أعمل في المسرح ولأجله كل الوقت بهدف نشر الثقافة في لبنان، والمساهمة في صنع صورته الثقافية التي نحبّها. نعمل ليل نهار لإنجاح مشروعنا ولتحقيق أفكارنا بسرعة على أرض الواقع من دون أن ننتقص من أي قيمة فنية لما نقوم به. وتبقى الاستمرارية هي المعيار وهي المبتغى فالبداية ممتازة».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى