أيام قرطاج السينمائية تعود إلى الحضن الإفريقي

تحتفل بخمسينيتها في هذه الدورة الـ27
خاص ( الجسرة )

*عبد الكريم قادري

تحتفل تونس هذه السنة بمرور 50 سنة على تأسيس “أيام قرطاج السينمائية”، الذي يُعد من أقدم أهم مهرجانات أفريقيا السينمائية، نظرا للقيمة الفنية والتاريخية الكبيرة التي يحملها، إذ كان توجهه ولا يزال منصبا على الانتاجات العربية والإفريقية، وهو التوجه الذي رسمه المؤسس الطاهر شريعة، وتشهد هذه الدورة الـ 27 من المهرجان الذي كان ينظم كل سنتين قبل أن يتحول إلى موعد سنوي، والتي ستنظم من 28 أكتوبر إلى 05 نوفمبر 2016، مشاركة العديد من الأفلام الإفريقية، وكأن المهرجان بدأ يعود إلى سكته الصحيح التي حاد عنها في بعض الدورات، ورجع إلى الحضن الإفريقي الذي تأسس من أجله، وقد تم اختيار المخرج الموريتاني الكبير عبد الرحمان سيساكو ليترأس لجنة المسابقة الرسمية، وبعضوية كل من التونسي عبد الحليم المسعودي، ديانا قاي من السينغال، جيوفانا تيفياني من ايطاليا، خالد يوسف من مصر، مارك ايرمار من فرنسا، ويمينة بشير شويخ من الجزائر، حيث ستعرف هذه الفئة مشاركة 18 فيلما، أما لجنة تحكيم العمل السينمائي الأول فيرأسها التونسي سفيان الفاني، وبعضوية كل من بول بابوجيان، فريدة بنليزيد، فليب فوكون، ميراي فانون منداس فرونس، بمشاركة 13 فيلما، أما لجنة تحكيم السينما الواعدة والأفلام القصيرة فيرأسها ميمونة نداي من بوركينافاسو، وبعضوية كل من مريم نعوم، مليك عمارة، لودميلا شافيكوفا، رمزي شوقير، اما لجنة تحكيم تكميل فيرأسها كريستفو لوبارك، وبعضوية فيولا شفيق، خليل بن كيران، أنجال ديابانق، اقبال زليلة، وبمشاركة 19 فيلما، أما لجنة تحكيم الاتحاد العام للشغل فيترأسه أحمد زلفاني وبعضوية كل من محمد دمق وسليم قمري. اختار المهرجان هذه السنة، الفيلم التونسي “زهرة حلب” لرضا الباهي ليكون فيلم الافتتاح، وهو عمل من بطولة هند صبري، التي تعلب دور سلمى 37 سنة حسب ما جاء في الملخص، والتي تعمل مسعفة، مما يجعلها تعايش مع الواقع اليومي القاسي للمجتمع التونسي، وقد انفصلت عن زوجها هشام، نحات 55 سنة، نتيجة طابعه العنيف والسلبي، ما أدى إلى اضطراب ابنهما الوحيد مراد 17 سنة، الذي ضاع في دوامة المشاكل العائلية، وهذا ما دفعه الى الابتعاد عن والديه واللجوء إلى مجموعة سلفية قبل اختفائه تماما ، بعد ايام من البحث و القلق، تتلقى سلمى اتصالا هاتفيا من ابنها ليعلمها بأنه التحق بالجهاديين في سوريا، لتعقد سلمى العزم على استرجاع ولدها الوحيد فتعبر الحدود التركية نحو الأراضي السورية مخفية هدفها الحقيقي تحت قناع مناضلة إسلامية، وتقوم بالانخراط في جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أين تجد نفسها بين المصابين و المحضيات، يظل ثبات سلمى و التزامها على قدر هوسها باسترجاع ابنها … فهل ستنجح في العثور عليه و هل ستقدر على إخراجه من جحيم الواقع السوري؟
وهذا وسيعرف المهرجان عديد المسابقات الغير رسمية، كما سيتم تكريم الكثير من الأسماء التي لعبت دورا مهما في السينما، على رأسها المخرج التونسي الكبير فريد بوغدير، ويوسف شاهين، وكياروستمي، وغيرها من الأسماء الأخرى.

*سكرتير تحرير مجلة السينمائي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى