رواية أولى لرولا عبدالله

لا تبتعد أجواء رواية اللبنانية رولا عبد الله الأولى عن عنوانها «رقصة المرمر… تحت الرمال، فوق الطين المشوي»، سواء أكان في التباسه أو غرائبيته. تبدأ الأحداث من عودة البطل (السارد) إلى دياره بعد سنوات من الهجرة والعمل خارجاً. يعود عالم الآثار بأعوامه الـ44 والذي قضى نصف حياته بين متاحف العالم، الى المكان الأول ليحيله بدوره إلى ذكريات الطفولة، روائح الماضي، ألعاب صبية الحيّ، الصديقة «مايا» التي ابتعدت هي أيضاً في الزمن والمكان.
صدرت رواية «رقصة المرمر…» (168 صفحة) عن دار ضفاف والاختلاف بالتعاون مع كلمة للنشر والتوزيع. ومنها: «في ذلك المكان الثمل بالكيمياء تختلط الجرار بالحكايا، بالأزهار، بالتوابل، بالتماثيل العارية، بالأواني، بالمنمنمات، بعرق أيدينا المنزلق من بين أصابعنا، تسبقنا خطواتنا اللاهثة خلف حواسنا، نزكيها مرة بالعطر ومرة بحبوب القهوة كفاصلة بين تغريدتين… وعلى السطر الزجاجي الأول كانت كليوباترا تتربع بعطورها، وتمد اليد بخلطة أعشاب تختال بها من عصارة سفح جبل قبرصي، تقطرها في قنينة ومنها يولد عطر «بينو سيلفستر»، وفي الجرار توزع زنابق اللوتس على صفحة الماء، وتظل ترنم لسيدة العطور في انبلاج فجر أوراقها، وفي تقوقع ليلها، وفي عريها، وفي زفة اليوم الخامس، ومنه تهبط من الأزرق الأرجواني إلى أن تصير خضراء بحجم كأس».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى