قصائد للغياب ..للشاعر احمد خليفة

خاص (الجسرة)

عيونهم كانت هنا
عيونهم كانت هنا
تهدهد العصافير في الليل
تعد الطعام، وتخِيط الجوارب القديمة
عيونهم كانت هنا
توقظ الأطفال في الصباح، وتحضر لهم الحليب
تضفر شعور الصغيرات، وتُطيَّر الحمام
عيونهم كانت هنا
تروي الصبار، وتشذب النخيل
وترقص مع الأشجار حتى يهرب الخريف
عيونهم كانت هنا
تحرس الرقة
لكن الرب غار على ملكه من الوهن
فعصف بالحديقة

2
هواء ثقيل
نحن لا نفتح الأبواب يا حبيبتي ولا نوصدها
فقط .. الهواء الثقيل يزحزح الأقفال أو يحكم إغلاقها
فلا تنتظرينني هنا، اصعدي إلى حافة الصحراء
وسوف تحملني إليك رياح
تتكون الآن عبر الشواطئ الجنوبية من البحر
استعدادٍ لـ “نيسانٍ” جديد

3
الحروف الهاربة

 

الرسائل لا تكتب
لأن بنتًا حلوة ما عادت تقرأها
لأن ساعي البريد أرسلوه إلى متحف “الحاجيات” القديمة
لأن عيونهم الجائعة التهمت الكلمات
ومصمصت أسنانهم الحجرية الحروف الهاربة
الرسائل لا تكتب
لأن حديقتنا القديمة عصف بها الإعصار ليلة أمس
وماتت العصافير وهي تحاول الهرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى