«مكتبة الحي» في معرض الخرطوم للكتاب

لبنى الخطيب

جاء معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الثانية عشرة ليرسّخ صورة السودان كمخزون للثقافة والفكر في العالمين العربي والأفريقي. وعلى رغم النقد الذي وُجّه إليه جرّاء ضعف الدُور المشاركة ومحدوديتها، شكّل المعرض حالة من التبادل الثقافي والأدبي بين السودان ودول عربية وأجنبية، وقد شاركت فيه دور نشر سودانية ومن جنوب السودان وباكستان وتركيا ودول عربية، فيما غابت دور نشر معروفة منها دار «الساقي» البيروتية.
في فناء المعرض، نُصبت لوحة كبيرة لشخصية الأديب والمفكر السوداني جمال محمد أحمد (1915-1986)، وجذب الجناح الخاص بمدينة «سنار» السودانية (اختيرت عاصمة الثقافة الإسلامية 2017) انتباه زوّار المعرض.
قدم المعرض عدداً كبيراً من الكتب الثقافية والأكاديمية والبحثية واحتلّت الكتب الدينية وكتب الأطفال والوسائل التعليمية صدارة الأجنحة. وكانت لافتة مشاركة باعة كتب الأرصفة ممن خصص لهم ممرّ مفتوح يربط صالتي المعرض، حيث عرضوا كتبهم على أرفف بسيطة بأسلوب أثار انتباه الحاضرين.
وعن أهمية المعرض وحصيلته قال مديره مجاهد أحمد عبد الرحمن مدير المعرض لـ «الحياة»: «سار المعرض بصورة جيدة لمسنا فيها تدافع الحضور الرسمي والشعبي من أجل شراء الكتب وسط عدد كبير من الكتب والإصدارات الجديدة التي بلغت 340 عنواناً. وعلى رغم تأثير شبكات التواصل الاجتماعي، أثبت الكتاب خلال هذه الدورة أنه سيبقى صامداً برائحته وأوراقه وسحره».
وعن العربة الزجاجية المتحركة التي لفتت زوّار المعرض، أوضح عبد الرحمن الأمر قائلاً: «تمثّل العربة «مكتبة الحي» وهي امتداد لمشروع ثقافي بدأ في السودان عام 2015، وهو فكرة الإعلامية السودانية ملاذ خوجلي. وقد سبقتنا في تنفيذ هذا المشروع الثقافي دول عدة منذ 2009، وحرصت وزارة الثقافة السودانية على تدشينه رسمياً في المعرض مساهمةً منها- بالتعاون مع العديد من الجهات- من أجل تأمين «ألف» مكتبة في كل ولايات السودان.
وأكدت مريم عبدالله علي، المشرفة على جناح دار جامعة الخرطوم: «تهدف مشاركتنا سنوياً في المعرض عبر عدد من العناوين إلى نشر الثقافة وليس الربح، لنؤكد أن الكتاب ما زال سيد الموقف وخير رفيق في هذا الزمان. وقد لمسنا اهتمام زوار المعرض بالكتاب وإقبال الشباب على الكتب الأكاديمية مع ميلهم إلى الروايات، على رغم الظروف الاقتصادية الصعبة».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى