آليات ومعوقات وأسس ‘العقل أولا.. العقل لانهائيا’

يثير المفكر الأردني الدكتور همام غصيب في كتابه الجديد “العقل أولا.. العقل لانهائيا” الصادر عن منشورات الجمعية الفلسفية الأردنية، عددا من المسائل الإشكالية في الثقافة العربية يربطها جميعا البحث في مفهوم العقل.

ويتضمن الكتاب بين دفتيه مقالات ودراسات ومحاضرات متنوعة، ينتظمها ويوحدها البحث في معنى مفهوم العقل وآلياته ومعوقاته وأسسه، والبحث في معنى العقل في ثقافتنا العربية منذ العصر الوسيط إلى العصر الحديث.

كما يتناول غصيب البحث في تجليات العقل على الصعيد السياسي والأدبي والعلمي والمعرفي والفلسفي.

ويتعرض الكتاب من هذا المنظور لظاهرة الديمقراطية وظاهرة الأدب الروسي والعقل العلمي وإنتاج المعرفة والفلسفة.

ويختتم الكتاب بدراسة عن الفيلسوف الألماني نيتشه الذي وضع العقل بكل تجلياته في دائرة الشك والنقد الحارق.

ويواجه الدكتور همام غصيب في فصول كتابه العديد من القضايا الخلافية، منها: الإصلاح والخطاب الثقافي، إذ أوضح أنه وفي ضوء التجارب الشعوب النهضوية “علينا تخطي خطاب الانحطاط صوب العقلانية حيث أن الزمن قد تخطى تماما العقلانية الكلاسيكية”.

ويلقي غصيب الضوء على تجربة الجابري: من التراث إلى التحديث مثيرا إلى أن العنصر الجوهري المغيب تماما هو مفهوم الثورة سواء في معالجته للبرهان الأوروبي أو العقل العربي. كما أن غياب هذا المفهوم هو أساس تبنيه المبدأين المذكورين، ويعني هذا مبدأ فصل بين الابيستمولوجي والايديولوجي ومبدأ القطع الابيستمولوجي.

ويثير المفكر الاردني فكرة “محنة العقل في ثقافتنا” موضحا أن الاستغراب بمثابة مخاطرة ثقافية روحية كبرى، لكن لا مفر منه لأمة يكبلها المشكل الثقافي المزمن كأمتنا الملجومة التطور.

ويريد غصيب ان يقول لنا في كتابه إن الاستغراب هو آلية ثقافية أساسية لإعادة بناء عقل حركة التحرر القومي الهادفة إلى وحدة الأمة العربية واستقراها وتقدمها وعودتها إلى عجلة التاريخ.

ويعد الكتاب الاول في سلسلة إصدارات الجمعية الفلسفية الأردنية التي ارتأت هيئتها الإدارية إصدار المحاضرات المتوافرة في سلسلة من الكراسات والكتب الفكرية لكي تعم الفائدة لأكبر عدد من المهتمين.

ود. همام غصيب مفكر أردني من مواليد عمان عام 1948 في أسرة عرفت بالمعرفة مبكرا ونال درجاته العلمية تباعاً حتى الدكتوراه من جامعة مانشستر (1974)، تخصص في الفيزياء النظرية، وهو تخصص شبه نادر والتحق بالجامعة الأردنية منذ 33 سنة، بعد مضي عشر سنوات نال درجة أستاذ ويشرف على رسائل ومؤتمرات علمية.

وعمل في التحرير والنشر الثقافي حيث تولى رئاسة تحرير “المجلة الثقافية” الفصلية التي تصدرها الجامعة الاردنية بين عامي 1989 و1998.

ومن مؤلفاته: “السندباد الفيزيائي ونظرية اينشتاين”، و”الكراسة القرمزية ـ تأملات عابر سبيل” فضلاً عن عشرات الأبحاث والدراسات في مجلات أجنبية.

(ميدل ايست اونلاين)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى