وحدي …للشاعر يوسف أحمد أبو ريدة

خاص (الجسرة)

 

وحدي
أطلّ على الأسى
من قُبّة المعراج
وحدي
/
/
وحدي
أكفّنُ بسمتي بالدمع
من مهدي
للحدي
/
/
وحدي
يُغلِّق إخوتي
بابَ الرجاء
بوجهِ وعدي
/
/
أنا كلّما ضَمّدتُ جرحي
ينكأ الإخوان
سَعدي
/
/
فإذا ابتسمتُ تقدموا
كي
يطفئوا
أنفاسَ وَردي
/
/
وإذا بكيتُ تأخروا
كي تجرحَ الدمعاتُ
خدّي
/
/
لملمتُ أعضائي
التي نُفِيَتْ
إلى سهل
ونجد
/
/
وزرعتُها في القدس زيتا
وانتضيتُ
ثباتَ جَدّي
/
/
وعزمتُ أن أسعى
لِفَجْـري
فانكفأتُ
لليل سُهدي
/
/
ومشيتُ
تُثقلني قيودي
في دجى الرعبِ
الأشدّ
/
/
/
جفّت ضروعُ الأمنياتِ
وثَلَّمَ التمييزُ
حَدّي
/
/
ففتيلُ أحلامِ الهوى
قد أطفأتْهُ
رياحُ جندي
/
/
وأخي الذي أمّلْتُه
وذخرْتُه سيفا
بغمدي
/
/
وَحَمَلْتُهُ في أضلعي
وعددتُه حسّا
بجلدي
/
/
وحسبتُه
عند الرزايا الـعاصفاتِ السودِ
مَدّي
/
/
أهدى إليّ دمَ ابنتي
برصاصةِ الحقدِ
الألدّ
/
/
وأتى على بيتي الذي
شيّدتُه
بنزيف جهدي
/
/
قصفَتْهُ كفاه اللتان
حَماهما بالأمس
زَنْدي
/
/
وغدا يُفخِّخُ ما تبقّى
من وفاءِ الحبّ
عندي
/
/
وَيُتِلُّ طفليَ للجبيـنِ
بخنجر الموتِ
المُعَدّ
/
/
أنا يا حبيبةُ
مثقلٌ بالهمّ مذْ أخلصتُ
وُدّي
/
/
وحفظتُ نصَّ ” إذا التقى”
ورأيتُ فيه
فُراتَ وِردي
/
/
قولي لهم : قفصٌ هنا
فلم الصراعُ …
لم التحدّي ؟
/
/
كلَُ الذي
تبغونَ مِنْ أرضِ الرباط
بحجْمِ قيد
/
/
وسلي القيادات التي
فُتِنَتْ
بتلفازٍ وحشدِ
/
/
من أصدر الفتوى بقتل المؤمنين
بشر حقد ؟
/
/
من جرّع الأطفال أسـلحة الدمار
لسحق مجدي ؟
/
/
وأشاحَ عن دربِ الهدى
من أجل كرسيٍّ
ونقد ؟
/
/
أنا – يا حبيبة، إن سُئلتِ –
على صراط الحقّ
وحدي
/
/
لن يسلبوا مني الإرادة
لن أبايعَ
غيرَ رشدي
/
/
سأصونُ دمعةَ إخوتي
من أن تفرّ
لغير خدّي
/
/
قولي لهم :
كَفّي الـنظيــفةُ لن ألوثها
بردّ
/
/
حتى وإن بسطوا إلـيّ
يدَ التناحر
والتردي
/
/
مع سيدي “عثمان”
بالـأيـمان
قد أبرمت
عهدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى