«هوا أبو مجد».. وداعٌ يُشبه الموسيقار

فاتن حموي

في تاريخ 3 تشرين الأول 2016، افتتح جو معلوف الحلقة الأولى من برنامج «هوا الحريّة» بتقرير حمل عنوان «إنت أقوى منّا كلّنا» تحيّة للموسيقار ملحم بركات الذي كان يمضي أسبوعه الثاني في المستشفى.
خلال التقرير كانت كلمات من ابنته غنوة وصهره مارك ورفيق دربه الشاعر نزار فرنسيس. حينها كتب جو معلوف نصًا أرفق مع التقرير جاء فيه: «اليوم يمكن مش وقت نحكي يللي منعرفه عن كلّ شخص قريب أو بعيد، سمح لنفسه يهين أو يدمّر ملحم بركات نفسيًا وجسديًا ومعنويًا.. هودي كلّن جايي وقتن وبالأسامي وجايي الوقت اللّي رح خبِّر فيه عالهوا عن وساخة كلّ شخص عم يستغلّْ ملحم بركات اليوم.. يا أبو مجد، لكل يللي عم بيحاول ياخد شقفة منك إنت وموجود، الله يطوّل بعمرك.. بيعرفوا كتير منيح أنك منك رقم، ولا عدد. إنت يللي ما بتشبه حدا، إنت ملحم بركات! أبو مجد اللي بس يغني ويوقف عالمسارح الكل بيسمع والكلّ بيصغي».
وبعد أسبوعٍ على رحيله يعود معلوف الليلة ليوجّه تحية إلى الموسيقار عند العاشرة إلا ثلثاً عبر شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال» في حلقة بعنوان «هوا أبو مجد» لمدّة ساعة ونصف. يستضيف معلوف في الاستديو الشاعر نزار فرنسيس، والفنان فارس كرم، ومحامي الموسيقار مجيد مسعد، ويعرض فيديوهات وصورًا وذكريات تُنشر للمرة الأولى.
يقول معلوف الذي تعرّف على الموسيقار في العام 2005 للـ «السفير»: «أمضيت أحد عشر عامًا مع صديق وأب، شاركت معه في جلسات خاصة، وسافرت معه، وفرحت معه. فقدت والدي وأنا في الحادية عشرة من عمري، وكان بمثابة أب لي. خلال السنوات الخمس الماضية كان يتصل بي بعد كلّ حلقة ليبدي رأيه ونصائحه بكلّ صراحة، معبرًا عن خوفه عليّ، كان يردّد أمامي «قوّتك بوجودك» لن يسأل عنك أحد إذا غادرت الشاشة. كان يشتمني أحيانًا من شدّة خوفه. اليوم بعد رحيله جسدًا لم أودّعه بالطريقة التي تليق به. آمل أن تكون الحلقة بداية لوداعه بشكل لائق».
يوضح معلوف أنه لا بدّ من استضافة توأم روح الراحل الشاعر نزار فرنسيس في الحلقة، أمّا بالنسبة إلى الفنان فارس كرم، فهو «لم يتحدّث للإعلام بعد رحيل الموسيقار لذا كان إصراري على استضافته. كان من المقرّبين منه خلال العامين الماضيين، والمحامي مسعد هو محاميه وصديقه الشخصي منذ أكثر من عشرين سنة».
يروي معلوف أنّ تنفيذ الإعلان الترويجي للحلقة استغرق يومين، «لا يمكنني وصف الألم الذي اعتراني خلال العمل على الإعلان، وكذلك الحال بالنسبة إلى مونتاج الروبورتاجات الخاصّة بالحلقة. أردت أن تكون الحلقة حقيقية لشخص محبّ للحياة والبحر والغناء، لشخص يتمتّع بروح النكتة. سنجيب على بعض التساؤلات حول حياته وعلاقته بالبحر، لا سيما شاطئ الجية الذي كان يزوره أسبوعياً خلال الصيف، والمكان الذي كان يزوره بعد حفلاته. ستقدّم الحلقة تفاصيل عن العالم الخاص بالموسيقار وأحبّائه وأصدقائه.
زار معلوف وفريق برنامجه بلدة كفرشيما، مسقط رأس الموسيقار، حيث صوّروا لقاءً مع مدير أعماله جورج جعجع، كما صوّروا بيت والدته الذي لم يزره بعد وفاتها.
كما زاروا منطقة رأس بعلبك، حيث أقيم قداس لراحة نفس الراحل أمس. «الموسيقار يملك أرضًا في المنطقة، وقد حفر بئرًا فيها، صوّرنا مشاهد خاصّة لنظهر ماذا كان يفعل في أرضه، كما صوّرنا الكارفان الذي يملكه في حرش ريفون».
يطلّ خلال الحلقة أصدقاء الموسيقار من خارج دائرة الضوء، ولا سيما السيد جوزيف حنا الذي يعمل في مجال المختبرات ويتابع الحالة الصحية لأبو مجد منذ خمس سنوات، وهو مقيم في الدبية، المنطقة التي كان الموسيقار يتردد إليها.
ينفي معلوف وجود وصية مكتوبة للموسيقار، «الحلقة ستتضمّن مجموعة وصايا قالها للأصدقاء والمقرّبين ممن زاروه في فترة مرضه. كنت أزوره بشكل يومي ونتابع برامج فكاهية ودينية، وكنا نتحدّث كثيرًا. دوّنت كلّ ما قاله لي. الوصايا معنوية ومعبّرة». وعن زيارة ماجدة الرومي الأخيرة للموسيقار في المستشفى يوضح معلوف: «تحدّث أبو مجد على مدى يومين عن هذه الزيارة، لذا سنتطرّق إليها».
نسأل معلوف إن كان سيتطرّق خلال الحلقة إلى خلافات الإخوة التي ظهرت في الإعلام، فيجيب «بالطبع هناك رسائل للأخوة، لكنني مؤتمن على أسرار عائلية معيّنة لن أذكرها. أعلن أنا ونزار فرنسيس أنّنا لن نسمح لأحد بتلويث صورة أبو مجد، وليعتبر هذا الكلام تهديدًا حقيقيًا. نعم نحن نهدّد. أبو مجد ليس رجل أعمال ترك إرثًا ليختلف عليه الورثة، هو موسيقار عظيم وممنوع على أي كان التحدّث عن أمور مالية، مهما كلّفنا الأمر لن نسكت. مَن يتسلى بقضية «أبو مجد» فليس حريصًا على صورته، التزمنا الصمت سابقًا وآمل ألا نضطر إلى تنفيذ تهديدنا».
خلال حلقة الليلة سيتاح للمشاهدين الاتصال مباشرة للمشاركة. «لن نستقبل اتصالات من المشاهير بل من الناس، لأنّ الموسيقار لم ينل حقّ وداعه من قبل الناس». يُصرّ معلوف على أن تكون الحلقة شبيهة بالموسيقار الراحل، «هو لم يكن على علاقة طيبة مع عدد من الفنانين. له عالمه الخاص وعلينا تقبّله».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى