إنجي جمّال: أسعى لإخراج الفنّان من صورته المعتادة

جوسيلين الأعور

خلال الاسبوع المقبل ينطلق كليب أغنية «سهّرنا يا ليل» للمغنية إليسا بتوقيع المخرجة إنجي جمّال. صورّت جمال الكليب في رومانيا، بالتزامن مع كليب للفنانة نوال الكويتيّة. وهي في صدد تحضير باقة من الأعمال تفضّل عدم الإعلان عنها في الوقت الحالي.

«سهّرنا يا ليل» هو العمل الثالث لك مع إليسا، هل يصبح التعاون في هذه الحال أسهل من الأوّل؟
بالتأكيد، فالتعامل مع الفنّان/ة لأكثر من مرّة يرسّخ الثقة ويسهّل قدرتي على الإقناع بالأفكار الجديدة، خصوصاً أنّ أفكاري غالباً ما تميل نحو إخراج الفنّان من صورته المتعارف عليها، وخلق صورة فريدة ومختلفة عن كل ما سبق.
هذا تماماً ما حصل مع إليسا في كليب «يا مرايتي» الذي عالج قضيّة اجتماعية، وهو أمرٌ لم يسبق لها أن فعلته في أعمــــال مصوّرة سابقة، إنّما الثقة التي اكتـــسبتها في الكليب الأوّل ســاهمت في إقناعها بفكرة الكليـــب الثاني.
أفضّل العمل أكثر من مرّة مع الفنان نفسه، لأني أتعرف عليه عن قرب خلال العمل ما يساعدني على الابتكار في الأعمال التالية.

كيف تصفين لنا التعامل مع «الديفا» سميرة سعيد؟
لفكرة العمل مع سميرة سعيد رهبتها، خصوصاً أنني سافرت إلى صربيا لأتعرّف عليها للمرّة الأولى ونبدأ التصوير، لكن برغم هذه الرهبة، كنت أشعر بسعادة كبيرة خلال العمل مع فنانة تتميّز بأسلوبها الثوري، وتعشق الخلق والابتكار والجنون والخروج من الأطر المألوفة، حتّى أنّني شبّهتها مرّة بـ «مادونا الشرق» لأنّها فنانة متجدّدة تحاكي الشباب.
سرعان ما اكتشفت أنها إنسانة تجمع بين الكلاسيكية والخجل والتواضع الصادم فعلاً بعد كل هذا التاريخ وهذه الشهرة، وفي الوقت نفسه تتحلّى بروح المغامرة، وتذهب بها إلى الحدّ الأقصى. سميرة سعيد هي مصدر وحي غني وكبير جداً لأي مخرج، وأنا فخورة بمعرفتها على الصعيد الفني والشخصي، وأتمنى العمل مرّة جديدة معها.

دائمًا ما يحكى دائماً عن مبالغ طائلة في كليبات أنجّي جمّال
حكي هذا الكلام عن كليبي الأوّل «مجنون» لرامي عيّاش الذي كانت قيمته الإنتاجية خياليّة بالفعل، لكن ذلك لا يعني أنّ كل الكليبات تكلّف القيمة نفسها. صوّرت كليبات بميزانيّة أقّل بكثير، الأهم بالنسبة لي هو العمل الراقي المقدّم بطريقة جيّدة.
لا يزعجني الحديث عن هذا الموضوع، لأنّ الأمر في النهاية يتمّ بالاتفاق بين طرفين، لكنني أشدّد على أنّني أعمل مع فريق من الخبراء والمتخصصين، وأحب أن أصوّر في أماكن جديدة غير مسبوقة، بأفكار لا تشبه ما نراه عادةً، وهي معايير تتطلّب كلفة محددة. كما أنني أهتم بنوعيّة وقيمة الأعمال الفنية التي تحمل توقيعي، وإذا لم أكن قادرة على تقديم كليب أفضل من السابق، أتوقّف عن العمل. الأهم عندي هو أن أحافظ على المستوى الذي وصلت إليه، وأتجاوزه، لا أقبل أبداً أن أعود إلى الخلف مهنياً.

أين أنت من السينما والأعمال الدراميّة؟
أخذت حياتي الشخصيّة في السنوات الست الأخيرة حيّزًا كبيرًا من وقتي، وكان من الصعب علي المحافظة على مهنتي وواجباتي كأم، قرّرت اليوم أن أبدأ الكتابة للسينما، لأنّها حلمي، وحلم أي مخرج، فالفيلم يعبّر عن أفكار المخرج الشخصيّة، بعيداً عن أي أغنية أو فنان. أظّن أنني في مرحلة الجهوزيّة لذلك، وأتوقع أن يرى العمل النور بعد سنة او سنتين. طُرِحت علي أعمال درامية، لم أجد أنّها تشبهني، لكنني جاهزة لأي عمل أستطيع أنّ أقدّم جديداً من خلاله. شغفي بمهنتي كبير جداً، وأستمتع بكل لحظة فيها.

هل ستكررين التجربة مع رامي عياش؟
تجمعني علاقة صداقة قويّة برامي، والكيمياء بيننا قويّة. في العامين السابقين كانت هناك محاولات ولكن انشغالاته أجّلت التعاون، لكنّه واردٌ على الدوام.

مَن مِن الأسماء التي عملت معها تتمتّع بقدرات تمثيلية؟
كل الفنانات يملكن قدرة معيّنة على تأدية دور تمثيلي مقنع، لكنّ نانسي عجرم وهيفا وهبي وسيرين عبد النور يملكن قدرات لافتة، رامي عيّاش يمتلك أيضاً هذه القدرة.

أي كليب تتمنين لو انّه حمل توقيعك؟
ما من كليب محدد، لكن هناك أغنيات أتمنى لو أستطيع تصويرها مثل: «قال جاني بعد يومين» لسميرة سعيد، و «كلمات» لماجدة الرومي. أحب العمل على أغانٍ تحمل عمقاً في الكلمة وجماليّة في اللحن، لأنّها تدخل إلى قلبي، وتأخذني إلى أماكن بعيدة.

كيف تقيّمين وضع الفيديو كليبات في العالم العربي؟
هناك أعمال لا تستحق المشاهدة ولا حتّى النقد، وهناك أعمال أخرى لا تحمل أخطاء إخراجية لكنّها تفتقر إلى البريق. وهناك فئة تضمّ الأفكار الجديدة، والإخراج المذهل الذي يحمل بصمة وهي أعمال أحبّها وأحترمها، ولا أتردد مطلقاً في الاتصال بأصحابها لتهنئتهم.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى