حدود مصر الملتهبة: النزاعات الحدودية صناعة استعمارية

صدر حديثا كتاب “حدود مصر الملتهبة” عن دار سنابل القاهرية للكتاب، للكاتب الصحفي محمد شلبي أمين سكرتير تحرير مجلة “الهلال”.

يرصد الكتاب بالوثائق غالبية المنازعات في العالم العربي حدودية، وكيف برع الاستعمار البريطاني والفرنسي في صناعتها من خلال اتفاقية سايكس بيكو بتقسيم هذا الوطن إلى دويلات، زرع الفتنة بين شعوبه بحدود أضحت مشكلاتها هى السمة الرئيسة بين أقطاره.

ولأن مصر منذ بدء الخليقة هي صمام الأمان للمنطقة العربية والقارة الأفريقية بموضعها وموقعها وحدودها التى تحولت بفعل هذا الاستعمار البغيض إلى حزام من اللهب كما في أم الرشراش، وحلايب وشلاتين، وواحة جغبوب، وسيناء، وتيران وصنافير، والعقبة.

ورغم أن جميع الأراضي المتنازع عليها ملك لمصر إلا أن المستعمر الإنجليزي لعب دورا كبيرا في التلاعب بالتقسيم كما في واحة جغبوب، والانتقام العثماني كما فى سيناء، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين العربية. كما في أم الرشراش التي يسميها ميناء ومدينة إيلات الآن، وتساهل الحاكم كما في مثلث حلايب وشلاتين، بل والسودان ككل.

يقول محمد شلبي أمين إنه عندما رست مراكب المستكشفين الإسبانيين والبرتغاليين على شواطئ جزر الهند الغربية والأميركتين، وإفريقيا، خلال القرن الخامس عشر، بدأوا في غرس أقدامهم الاستعمارية وظلوا لأكثر من أربعمائة سنة جاثمين على صدور هذه الشعوب، وعلى أراضي هذه الأوطان، ولم يتوقفوا إلا مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، مما حفز بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، لاستعمار الشرق الأوسط، وإفريقيا، وأستراليا، ونيوزيلندا، ومنطقة البحر الكاريبي، ومناطق كثيرة من آسيا.

كذلك بدأ اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية في التوسع خلال النصف الأول من القرن العشرين وسيطر على روسيا ومعظم آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية.

وعليه قام الاستعمار البريطاني والفرنسي من خلال اتفاقية سايكس – بيكو بتقسيم الوطن العربي إلى دويلات زرع الفتنة بين شعوبه بحدود أضحت مشكلاتها هي السمة الرئيسة بين أقطاره .

وخلّف الاستعمار وراءه أكثر من مائة دولة جديدة، معظمها لم يكن موجودا بالمرة قبل وجوده، أو أنها لم تكن موجودة بنفس الحدود بعد رحيله. لذلك، وقع عدد من الصراعات داخل حدود ما بعد الاستعمار وكانت أطراف هذه النزاعات تبرر وتضفي الشرعية على موقفها باستخدام الحدود التاريخية كأدلة لمطالباتهم.

وهنا يتضح أن غالبية المنازعات في العالم العربي حدودية، برعت في صناعتها بريطانيا الاستعمارية التي لعبت دورا رئيسا في نشأة معظم هذه الحدود، والتي تنبهت لأهمية وقيمة مصر بعد الحملة الفرنسية التي أعادت للعالم معرفة القيمة الحقيقية لمصر العظيمة، حين قال نابليون بونابرت: “إن مصر هي أهم بلد في الدنيا”. فسال لعابها وأخذت تعد عدتها للسيطرة عليها، ورغم فشلها سنة 1807 بسبب وحدة الجيش والشعب المصري في رشيد.. حيث هزمت هزيمة مهينة تسببت في عقدة نفسية زادت من الكراهية والحقد الإنجليزي على مصر وزادت من إصرارهم على احتلالها، لأن مصر منذ بدء الخليقة هي صمام الأمان للمنطقة العربية والقارة الإفريقية بموضعها وموقعها وحدودها التي تحولت بفعل هذا الاستعمار البغيض إلى حزام من اللهب كما في أم الرشراش، وحلايب وشلاتين، وواحة جغبوب، وسيناء، وتيران وصنافير، والعقبة.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى