ليونارد كوهين.. موهوب في الموسيقى وحبّ «إسرائيل»

زينب سرور

ليلة هي الكلمات التي يُمكن أن تفي ليونارد كوهين حقّه في عالم الموسيقى. قليلةٌ هي السّنوات التي عاشها المغني والموسيقي والشاعر الكندي، فالموهوبون لا تكفيهم الأيام مهما طالت. أول أمس، أغمض كوهين عينيه للمرة الأخيرة. لم يتجرّع ابن الاثنين والثمانين عاماً كأسه حتى النهاية. كان يرغب بمزيدٍ من نبيذ الإبداع، لكن لآمال الحالمين دائماً نهاية.
عرف موته قبل دنوّ إشاراته. تلك ميزة الشعراء. ساعدت ماريان إيلن، حبيبته السابــقة، في تشريع نافذة الروح. كان موتها العامل المساعد. في شهر تموز الماضي خسرت معركتها مع ســرطان الدم. انكسر قلبُ كوهين ولم ينحنِ قلمُه، فكــتب إليــها رسالةً أفرحتها برغم التعب: «حسناً ماريان، لو وصلنا إلى الوقت الذي كبرنا فيه بشدّة، وأجســادنا تتــهاوى، أعتــقد أني سألحــق بكِ قريباً. اعلمي أني قريبٌ جداً للحــاق بكِ لو أنكِ مددتِ يدكِ أعتقد أنه يمكنكِ الوصــول إلى يدي. تعرفــين أني أحببتكِ دائماً بسبب جمالك وحكمتك، لكنــي لستُ بحاجة إلى أن أقول المزيد عن هذا لأنكِ تعــرفينه. لكن الآن، أريد فقط أن أتمنى لكِ رحلةً سعيدة. إلى اللــقاء يا صديقتي القديمة، مع حبي اللانهائي، أراكِ في نهاية الطريق».
وبعد أربعة أشهرٍ رحل كوهين. لحق بملهمته التي كتب لها في عام 1967 أغنية «سو لونغ ماريان». سِنيُّ الحبّ تلك، ليست تفصيلاً في مسيرة المحبّين.
لم يُقصِ كوهين موضوعاً من لائحة اهتماماته. تطرّق إلى السياسة، الجنس، العلاقــات الشخــصيّة، الدين. حتى إنه غاب في التسعينيات عن الساحة الفنية ليتعمّق أكثر في العقيدة البوذية، فأصبح في عام 1996 راهباً بوذياً.

عارٌ على جبين كوهين
وُلد كوهين في 21 أيلول عام 1934 لعائــلةٍ يهوديّة. وعلى الرغم من اعتناقه العقيدة البوذية، استمرّ في التعريف عن نفسه بأنه ابن الديانة اليهــودية. كــان يقول «لستُ أبحث عن ديانة جديدة، فأنا سعيدٌ بديانتي القديمة، اليهودية». حبّه للكيان الإسرائيلي وتأديــته للكثير من الحفلات في الأراضي المحتلة، خصوصاً خلال حرب الـ73 بقيت وصمة عار على جبينه رغم إبداعٍ يمتلكه.
وفي 24 أيلول من عام 2009 أحيا كوهين حفلاً في فلسطين المحتلة تحدّث خلاله باللغة العبرية.
من اليهودية إلى البوذية فالمسيحية تنوعت اهتمامات كوهين الدينية. كان لشخصية يسوع المسيح نصيبٌ من تلك الاهتمامات. كان يقول «أنا مغرمٌ بيسوع المسيح، قد يكون أجمل رجلٍ مشى على وجه هذه الأرض. أي شخصٍ يقول المباركون هم الفقراء.. عليه أن يكون شخصيّةً فيها الكثير من السخاء غير المسبوق والبصيرة وكذلك الجنون».

حياةٌ موسيقية حافلة
حياته الموسيقيّة كانت حافلة. أوّل ألبوماته كان «أغنيات لليونارد كوهين» (Songs Of Leonard Cohen (1967)، تبعها ألبوم «أغنــيات من غرفــة» Songs From A Room) (1969، من ثمّ «موت رجل الآنسة» Death Of A Ladie’s Man) (1977، الذي قام بإنتــاجه فل سبيــكتور. في عام 1984، طرح كوهين أغنيــته الأشهر «هاليلويا» (Hallelujah). من ثمّ «أنا رجُلكِ» (I’m Your Man) في عام 1988. تبعها ألبوم «المستقبل» (The future) في عام 1992، الذي تطرّق فيــه إلى مواضــيع سياسية وغيرها.
أدى عدة مغنين أغنياته، منهم جوني كاش وجو كوكر. على رأس تلك الأغاني «بيرد أون ذي واير». أمّا أغنيتا «سوزان» و«سو لونغ ماريان»، اللتان كتبهما إلى حبيبته السابقة فقد عبــّرتا عن ضيق العيش وخيبة الأمل العاطفية.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى