علاء الأسواني كاتب مصري برتبة فارس فرنسي

يعد وسام الفنون والآداب الفرنسي أحد أبرز أشكال التكريمات الفرنسية، وهو من أرفع الأوسمة في “بلاد الأنوار”، ويتضمن ثلاث درجات، هي قائد وضابط وفارس، وقد دشنه الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول سنة 1958.

وتمنح باريس وسامها الأرفع على المستوى الثقافي للفنانين والأدباء الذين يؤثرون في ثقافة الشعب الفرنسي. وقد منح الوسام بدرجة فارس هذا العام 2016 للكاتب المصري علاء الأسواني، الذي ترجمت له العديد من الأعمال الأدبية إلى اللغة الفرنسية، ولاقت رواجا هاما في الخارج، لا سيما في فرنسا، علاوة على ارتباط اسمه بدوائر الثقافة والصحافة الغربية لنشاطه السياسي الذي بدأ منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

الأسواني اسم أدبي بارز عند القارئ والنشطاء الثقافيين الفرنسيين، فكثيرا ما استضافته المراكز الفرنسية بالقاهرة لتوقيع ومناقشة رواياته، وبدأ ذلك منذ 2010، وحتى عامين لمناقشة أحدث أعماله وقتها “نادي السيارات”.

وبعد إعلان علاء الأسواني عن حصوله على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة “فارس”، أواسط شهر أغسطس 2016، سيتم تقليد الكاتب للوسام في حفل تقيمه السفارة الفرنسية يوم 15 ديسمبر القادم بالقاهرة، حيث سيقوم بتقليده الوسام جاك لانج وزير الثقافة الفرنسي السابق ومدير معهد العالم العربي في باريس، وذلك في حضور سفير الدولة الفرنسية في القاهرة.

ونلفت هنا إلى أن الأسواني ليس أول مصري أو عربي يحظى بهذا التكريم الفرنسي، إذ يُعتبر الوسام أحد طرق التواصل وتوطيد العلاقات بين فرنسا وبين الأدباء والفنانين على مستوى العالم، وبالنسبة إلى العرب كان الدليل الواضح على ذلك.

حيث نذكر ممن حصلوا على الوسام سابقا كلا من المصريين ثروت عكاشة، أول وزير ثقافة مصري، والروائي نجيب محفوظ، إضافة إلى الروائي والكاتب جمال الغيطاني، الذي نال وسامين بينهما 27 عاما، والمخرج يوسف شاهين. كما نالت الوسام الفرنسي أيضا كل من الفنانتين اللبنانيتين فيروز وماجدة الرومي، كذلك تقلدت الوسام الممثلة التونسية هند صبري.

وإضافة إلى تقلده الوسام، الذي يعد تكريما لتجربة أدبية لافتة تجاوزت الحدود الجغرافية المحلية إلى العالمية، سيقوم علاء الأسواني بتدريس الأدب لمدة فصل دراسي في جامعة بارد في ولاية نيويورك، كأستاذ زائر، والمعروف أن جامعة بارد من أكبر الجامعات الأميريكية، ويعد الأسواني أول كاتب مصري يُدّرس الأدب في هذه الجامعة، وثاني كاتب عربي بعد المفكر الراحل إدوارد سعيد.

وسيقوم الأسواني بتدريس مادتين للطلبة الأميركيين، المادة الأولى عن مفهوم الحرية، أما المادة الثانية فعن القصة القصيرة يستعرض فيها أجمل القصص القصيرة من مختلف أقطار العالم.

وعلاء الأسواني المولود في 26 مايو 1957، هو في الأصل طبيب أسنان، يكتب القصة القصيرة والرواية، نذكر من مجموعاته القصصية “نيران صديقة” و“الذي اقترب ورأى”، ومن رواياته لا يمكننا أن نغفل روايته الشهيرة “عمارة يعقوبيان” التي حققت مبيعات ورواجا كبيرين، كما تم تحويلها إلى عمل سينمائي، ونذكر كذلك روايتيه “شيكاجو” و“نادي السيارات” وغيرهما من أعمال سردية مهمة في المدونة الأدبية العربية.

كما للكاتب مؤلفات فكرية سياسية مثل “مصر على دكة الاحتياطي” و“من يجرؤ على الكلام؟” وغيرها، إذ علاوة على تجربته الأدبية الهامة، يعد الأسواني من أبرز النشطاء السياسيين في مصر، فهو عضو في حركة كفاية المعارضة في مصر، والتي كانت من أبرز المساهمين في الثورة المصرية الأخيرة.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى