‘بكارة’ تنطلق من الحب الهش إلى الثورة التونسية

يقارب الروائي التونسي حبيب السالمي في روايته الجديدة “بكارة” موضوع الثورة التونسية بطريقة غير مباشرة حيث يرسم على خلفيتها عالما لا يزال يحتفظ في مخيلته بتصورات هشة عن الحب والجنس وبكارة الجسد.

والرواية الصادرة حديثا عن دار الآداب هي رواية السالمي العاشرة بعد روايات “جبل العنز” 1988، “صورة بدوي ميت” 1990، “متاهة الرمل” 1994، “حفر دافئة” 1999، وذلك عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، كما صدرت له “عشّاق بيه” 2001، “أسرار عبدالله” 2004، “روائح ماري كلير” 2008، “نساء البساتين” 2010، و”عواطف و زوارها” 2013، الصادرة هي أيضا عن دار الآداب في بيروت.

ومن أجواء الرواية نقرأ “لا شيء يعكِّر صفو الصداقة القديمة التي تربط بينهما. وحياتُهما البسيطة في هذه القرية التونسيَّة النائية في ريف القيروان تمضي هادئةً رتيبة، لكنَّ إحدى الإشاعات الغريبة التي تكاثرتْ بعد ثورة 2011 فضحت أحد أسرارهما الدفينة وأعادتهما إلى واقعة مؤلمة من ماضٍ بعيدٍ غامضٍ يريدان نسيانه. تملكهما الخوف وغزتهما الشكوك، وشاب علاقتَهما التوتُّرُ، حتى إنَّ فردًا من عائلة أحدهما وضع خطَّةً محكمةً لقتل الآخر انتقامًا وتشفِّيًا”.

والرواية بحسب الناشر تسرد على خلفية الثورة عالما شديد الخصوصيّة، تحكمه قيم ومفاهيم وتصورات عن هشاشة الحب والجنس وحدود الصداقة وبكارة جسد الأنثى وكل ما يرتبط بها من استيهامات في وعي العربي ومخيلته.

وقال الروائي التونسي عن “بكارة” إنها تمثل الانطلاق من حدث صغير للوصول إلى بناء عالم روائي، ولها علاقة بالثورة التونسية، وأضاف أنه لأول مرة يعالج الثورة التونسية، ولكن بمقاربة غير مباشرة، أي الانطلاق من موضوع البكارة الصغير من أجل التطرق إلى حدث تاريخي كبير كالثورة التونسية.

وأوضح حبيب السالمي أن في روايته “بكارة” المقاربة من خلال قصة واقعية غريبة بطلاها صديقان قديمان في قرية نائية في ريف تونس وعلى خلفية ثورة يناير 2011 التي عرت المجتمع وفضحت عيوب الذات العربية وتناقضاتها.

وأضاف لجريدة الصباح الكويتية “تقارب الرواية عالم صديقين من قرية نائية في الريف التونسي، بعد الثورة ظهرت اشاعة عن ماضيهما البعيد المتعلق بزوجة أحدهما فأحدثت تغيرا هائلا في حياتهما. الرواية تتناول موضوع البكارة وكل ما يرتبط بها من مفاهيم في المجتمع التونسي والمجتمعات العربية عموما”.

والحبيب السالمي روائي تونسي، صدرت له عشر روايات اختيرت روايتاه “روائح ماري كلير، ونساء البساتين” الصادرتان عن دار الآداب، ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتي 2009 و2012. وترجمت رواياته إلى عدة لغات أجنبية كالانكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.

وكانت روايته “نساء البساتين” موضع اهتمام كبير من النقاد والأدباء والقراء، فهي الرواية التي صدرت قبيل انطلاق شرارة الربيع العربي في تونس، وتنبأ فيها بالأحداث التي سوف تشهدها البلاد.

وفي القصة القصيرة صدر للسالمي مجموعة بعنوان “مدن الرجل المهاجر” عن الدار العربية للكتاب في تونس، 1977، و”امرأة الساعات الأربع” عن دار الآفاق الجديدة في بيروت، 1986.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى