الخلافات تهدد «ملتقى الشعر العربي الرابع» في القاهرة:

محمد شعير

وضع اعتذار كلّ من سعدي يوسف وأدونيس عن الحضور، اللجنة المنظمة لـ «ملتقى الشعر العربي الرابع» الذي يبدأ فاعلياته الأحد المقبل بالقاهرة، في مأزق شديد بسبب غياب «الشاعر النجم» عن المؤتر وبخاصة أن أبحاث المؤتمر الأكاديمية التقليدية لا تضيف جديدا، ما جعل مسؤولين داخل «المجلس الأعلى للثقافة» يشعرون بالندم على ترك أمر تنظيم مؤتمر دولي كبير، بميزانية ضخمة، بيد مقرر لجنة الشعر محمد عبد المطلب، صاحب الذائقة النقدية التقليدية، الذي كان طرفا في الهجوم على مبدعين ارتبطت قضاياهم بحرية الرأي والتعبير مثل أحمد ناجي وإسلام البحيري وكرم صابر.
وقد رفض محمد عبد المطلب بحثا للناقدة والشاعرة فاطمة قنديل عن «جماليات قصيدة النثر: قراءة في ديوان عماد أبو صالح (كنت نائما عندما قامت الثورة)»، بحجة أنه خارج الموضوع الرئيسي للمؤتمر وهو «ضرورة الشعر الآن»… وكأن قصيدة النثر لا تنتمي الى «الشعر».. وقد كتبت قنديل على صفحتها الشخصية في الفايسبوك: «الموظف المسؤول عن تنظيم المؤتمر قال لي: «عادي يعني حضرتك، ما اتقدم ألف بحث واترفضوا».
وسيلة إنقاذ
ربما تكون الجائزة التي ستعلن في ختام المؤتمر هي وسيلة الإنقاذ له، وبخاصة أن خلافا شديدا نشأ بين محمد عبد المطلب ومسؤولي «المجلس الأعلى للثقافة» احتجاجا على تشكيل لجنة التحكيم التي أراد أن ينفرد بتشكيلها لكي يمنح الجائزة لمحمد إبراهيم أبو سنة (أحد أعضاء لجنة الإعداد أيضا)، ومحتجا على ترشيح سيد حجاب للجائزة باعتباره «شاعر عامية»، كما هناك ضغوط يمارسها آخرون لتذهب الجائزة إلى حسن طلب.
الجائزة التى يبدو أنها لن تلتفت الى أسماء من أجيال أخرى ـ خارج إطار السنّ ـ مثل عبد المنعم رمضان ومحمد سليمان أو إيمان مرسال أو عماد أبو صالح (الذي رفض أن تناقش أعماله أساسا وليس فقط ترشيحه).. يبدو أنها سوف تقتصر على ابو سنة وحجاب. وهذا ما يؤكده وجود تيّارين داخل لجنة التحكيم برئاسة صلاح فضل، وعضوية عباس بيضون، علي جعفر العلاق، حسين حمودة ومحمد عبد المطلب نفسه، وآخرين. التيّار الأول تقليدي يريد أن تذهب الجائزة إلى أبو سنة، وهو تيّار يرفض الحداثة، وقصيدة النثر، ويرى أن اللغة مقدسة وبالتالي يرفض شعر العامية (المحكية المصرية)، بينما يميل التيّار الثاني إلى منح الجائزة إلى حجاب تقديرا لشعر العامية المصرية. وربما يبرز تيّار ثالث ينحاز لاسم جديد مختلف، ولكن يبدو أن اسم الحاصل على الجائزة قد يكون الشيء الوحيد المتبقي لانقاذ المؤتمر، خاصة مع إعلان معظم الشعراء المصريين مقاطعته! وحسب تصريح عضو سابق في لجنة التحكيم فإن اللجنة تتلقى ترشيحات من عدد من المؤسسات والهيئات الثقافية، ويتم تصفية الاسماء المرشحة لاثنين أو ثلاثة، يتم التصويت عليها في النهاية إذا لم يتم الاتفاق بين اللجنة. وأضاف: «أبرز المعايير التي يتم اعتمادها للفوز، أن يكون للشاعر الفائز قيمة فنية وإبداعية وأثر فني وجمالي، فضلا عن حضور وتأثير عربي، وليس فقط قطري.
وكانت الدورة الثانية لمؤتمر الشعر 2008 قد شهدت خلافا مماثلا عندما أصر أحمد عبد المعطي حجازي أن تحمل الدورة إسم الشاعر علي محمود طه، لكن سيد حجاب تساءل: «لماذا لا تحمل الدورة اسم أي من شعراء العامية: فؤاد حداد أو صلاح جاهين أو بيرم التونسي»، فرد عليه أحد الأعضاء بأنّهم «مجرد زجالين»، واقترح تكريمهم في مؤتمر «المأثورات الشعبية»، لا في مؤتمر الشعر. بينما قال عبد المعطي حجازي: «نحن لجنة لشعر الفصحى فقط». ما أغضب حجاب، وقتها ودفعه الى الاستقالة!

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى