يمني ينحت على رؤوس أقلام الرصاص

 

صالح البيضاني

محمد مسعود فنان يمني ينحت على رؤوس أقلام الرصاص، في ممارسة فنية تتطلب ثباتاً ومهارة يدوية عالية وتركيزاً بصرياً قوياً والكثير من الصبر.
لم يتعلم مسعود هذه المهارة في معهد أو مدرسة فنية، بل تمكّن من تطويرها في شكل ذاتي، انطلاقاً من عشقه المبكر لأنواع الفنون البصرية. وهو يدرس في كلية طب الأسنان بجامعة صنعاء التي اكتشف فيها قدرته كمبدع في مجال «الميكرو نحت». وكانت البداية من تطبيقه دروساً علمية كانت توجب عليه أن ينحت سناً بشرية، وهو ما استطاع إنجازه بمهارة فائقة أدهشت زملاءه وفاجأته هو أيضاً.
تدرجت تجربة مسعود وتطورت في فترة وجيزة، من خلال تحدّيه نفسه والنحت على أشياء فائقة الصغر وصلت في نهاية المطاف إلى نحت أشكال ومجسمات وكلمات على رأس قلم الرصاص.
يقول:» بدأت النحت في الطفولة وكان ذلك على الجص والرخام، أما بالنسبة الى النحت على أقلام الرصاص، فكان التجربة الأولى لي عند دخولي كلية طب الأسنان في الجامعة، عندها كنا ننحت الأسنان على الصابون، فكان في مثابة تحدٍّ لي أن أنحت سناً من الأسنان على رأس القلم».
وعن أجمل أعماله وأصعبها، يعتقد مسعود أن نحت «الخنجر» اليمني (الجنبية) أبرز أعماله. وعن طموحاته يلفت: «أتمنى إخراج كل قدراتي وصقلها في ما يفيد هذا الفن النادر في العالم، وإنجاز أعمال أكثر تعقيداً وغير مسبوقة».
أما عن الأعمال التي لا يزال يحلم بإنجازها، فيشير: «ستكون هناك منحوتات عدة متحركة في رأس قلم الرصاص، مثل باب متحرك أو قطار بعجلات متحركة، وهذا الشيء لم يسبق لأحد أن قام به. وإذا أمكن، ستكون هناك منحوتات على أشياء أصغر إذا توافرت أدوات دقيقة للعمل».
يشكو مسعود من عدم توافر الأدوات المناسبة التي تساعده على إنجاز أعماله ولجوئه إلى الأدوات المتاحة، ويتحدث عن الأدوات التي يستخدمها في إنجاز منحوتاته البالغة الصغر بقوله: «الأدوات كبيرة بالنسبة إلى النحت على رأس قلم الرصاص، وأتمنى أن أجد أدوات أدق حتى يكون النحت أفضل، فأنا لا أزال أنحت باستخدام شفرة الحلاقة والمشرط والإبرة».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى