‘حنين نادر’ لطفولة قلقة ومفردات صارمة

يتطرق الكاتب الصحفي الأردني نادر رنتيسي في كتابه الجديد “حنين نادر” إلى التنشئة على مفردات صارمة وإشارات الوعيد عبر سياق قصصي خالص ولغة سردية سلسة.

والكتاب الصادر عن الدار العربية للعلوم، ناشرون في بيروت، يقع في 115 صفحة من القطع المتوسط، وبلوحة غلاف لرسام الكاريكاتير أمجد رسمي، ويعد المؤلف الرابع للكاتب.

يحتوي “حنين نادر” على أربعة فصول يعود الفصل الأول فيه إلى “البئر الأولى”، الطفولة القلقة، ليقدم الكاتب سردا متخيلا لسيرة جمعية للإنسان العربي قبل أكثر من ثلاثين عاماً، يستهلها بمدخل مكثف حيث يقول:

“في الفرح لي حظ أنثى، وفي الحزن مثل حظ الأنثيين”.

ومن أجواء الكتاب “عرفتُ فيما بعد أنّي ولدتُ شقيا.. وكان لي أب عصبي المزاج، يذهب إلى عملين، وينام في قيلولة حارّة، ثم يصحو بمزاج معكر، موجها إلي ملاحظات كلها تمنعني من القيام بأي حركات بدنيّة أو ذهنيّة، بإشارات صارمة من أصابعه، تدلُّ على العيب والحرام والممنوع”.

يروي رنتيسي سيرة الحب في الفصل الثاني عبر نصوص متصاعدة زمنيا، وبلغة شعرية مفتوحة على التأويل: “أنا أيضاً أحارُ في تفسير المشي إليك، فإن ابتعد تُ عنك، أحبُّ فيك الوطن..

وإن اقتربتُ منك أخشى فيك الدولة”.

ويطوع المفردات الإعلامية لوصف التوتر الذي يصيب الحب حين يصبح سلوكا يوميا مكثفا: “تثورين فندخل في جَدَل الضحية..

يا عزيزتي أنت الشهيدةُ على ‘الجزيرة’ وأنا القتيلُ على ‘العربية'”.

وفي الفصل الثالث، يتأمل الكاتب في مفردات: الاغتراب، الوحدة، الحلم، الوقت، والشتاء، عبر نصوص مفتوحة ولغة تجمع بين السرد والشعر.

يقول “امتلأت الحقيبة الكبيرة قبل أن تنفد وصايا أمي، ومشكلة الغريب دوماً أنَّ الحقائب لا تسعُ الأوطان”.

فيما يكرس الفصل الرابع والأخير، لمفردة الحنين: “أحنّ إلى صورتي قبل التعب: كنتُ وسيماً مثل وحيد أمّه، وهادئاً مثل فتى أرستقراطي من هواياته لعبة الشطرنج، ورومانسياً مثل طالب مبتعث إلى لندن لدراسة العشق”.

ونادر رنتيسي كاتب أردني حاصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام وله كتاب قصصي بعنوان طالسرير الحكَّاء” صدر في عمّان العام 2004، وفيه عاين أزمات الإنسان العربي المعاصر، مقتحماً مناطق الصمت وأقاليمه المستترة.

وله أيضا كتاب سردي بعنوان “زغب أسود”، عام 2007 وهو نصوص مترابطة السياق، حول قصتي حب.

وكتابه الثالث “أنتَ تحذف نصف عمرك” صادر في بيروت بطبعتين، ويتصدّى فيه لحضور أدوات التكنولوجيا الحديثة ومفرداتها في حياة الإنسان العربي، مقدماً سرداً واقعياً عن الفضاء الإلكتروني الافتراضي، وما ينشأ عنه من مراهقات متقدمة أو متأخرة وخيانات زوجية، ورغبات محمومة لإنشاء واقع بديل.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى