وصلات ثقافية: (Links)

شاكر لعيبي

1
النزعة العائلية والقبلية والمحلية العربية: تتجلى بأعلى أشكالها العربية، في (اللايكات) التي تتبادلها المجموعات الموصولة بعضها مع بعض بأواصر القرابة والدم والجيرة والمحلة والعشيرة، قبل اتصالها ببعضها على أساس مدنيّ أو ثقافيّ.
وهنا اختصار (وصلة أو لنك) لمفصل سوسيولوجيّ جوهريّ طالما وقعت الإشارة إليه في سياقات أخرى. وصلة مذهلة في هذا المقام.
2
“العادة توأم الطبيعة” و “العادة طبيعة خامسة”: من أمثال المولدين في زمن الميدانيّ (مجمع الأمثال). المثلان من الدرس العام الفكريّ السائد قبل عام (1124 م وفاة الميدانيّ)، أي في القرن الثاني عشر الميلاديّ. نجدُ المثلين يعبّران عن الفارق بين “الثقافة” و “الطبيعة” الذي وقع الحديث عنه بعد ذلك بوقت طويل.
ولعلّ فكرتيهما عن “العادة” بمعنى قوتها المضاهية للطبيعة، تسبقان التعبير الفرنسيّ (قوة العادة la force de habitude) الذي قد نعثر عليه في جملة ترقى للقرن الثامن عشر لشارل بينو دوكلو “لا شيء أصعب من فقدان قوة العادة” في كتابة (اعتبارات بشأن أخلاق هذا القرن) عام 1751.
3
في قبح قتلة الحياة: “لا شيء أنْفَسَ عند الحيوان من الحياة، لأنه يختارُها على الموت في كل حال”. هذا من مأثورات (التمثيل والمحاضرة) للثعالبيّ. والعبارة تتحدث عن أهمية الحياة بالنسبة للحيوان لا الإنسان، الحيوان الذي يختارُها على الموت في كل حال.
فماذا نقول عن أهمية الحياة بالنسبة للإنسان، للكائن البشريّ، هذه الحياة التي يسعى القتلة والإرهابيون السفلة وصُنّاعهم العرب إلى إطفائها؟
4
لعلّ أرفع تعريف للظلم هو ما تجده في لسان العرب: “الظُّلْمُ هو وَضْع الشيء في غير موضِعه”.
التعريف ليس دينياً، بل محض دنيويّ.
5
أعتقد أن قصيدة النثر العربية السائدة، هي استعادة، في جانب منها، لنصوص أوروبية حالية (أو تعريب لها)، لعل مفهومها لمصطلح الشعر ومتطلباته مختلف عن مفهوم الشعر ومتطلباته وتاريخه في الثقافة العربية، مثل مفاهيم عديدة أخرى في (الوجود) و(الحياة) و(الثقافة).
6
“هيهات منا الذلة”: لكي تفهم، دون أن تكون منضوياً تحت لواء طائفيّ أو عقائديّ، مغزى الصرخة “هيهات منّا الذلة” التي أطلقها الحسين بن علي بن أبي طالب في القرن السابع الميلاديّ، استمع إليها على ألسنة فقراء اليمن كل يوم وخاصة بعد مجزرة صنعاء. الفقير الضعيف المتيقّن من انتصاره.
7
في مقدمتي ـ دراستي الطويلة لأعمال ريلكه الفرنسية، الشعرية، حاولتُ التفريق بين مفهوم “النافذة” ومفهوم “الشُّباك”. الشباك من التشابك، القضبان المتشابكة، بينما “النافذة” فإنها تتعلق بمفهوم “التنافُذ” بين فضاءين.
وشتان في المعنى والمذاق.
8
فن الشذرة الأدبيّ، تشكَّلَ من وعي وقراءة عميقة للفكر والفلسفة والشعر، وهي كلها خلفيته. وليس محض اختصار مدرسيّ، دون خلفية، لطلبة كسالى يريدون النجاح في اختبار البكالوريا.
9
شعر وبلاغة و(ترتر): لم أفهم لماذا يتمسّك بعضنا بموقف مناهض للبلاغة، ولماذا يَصِلُها بالتقعّر والماضي، فيكون الإنسان البليغ والنص البليغ والتبليغ عيباً وسُبّة. لم نراجع شيئاً، لم نتأمل المفردة اصطلاحياً كما يجب، لم نتأمل ما كتب رولان بارت عن البلاغة، ناهيك عن النقاد الإنكليز المحايثين.
لدينا ترتر، حداثة الترتر. وتِرْتِر هي رقائق معدنية أو بلاستيكية مستديرة لامعة صغيرة ذات ألوان متعددة تُزَيَّن بها ملابس النساء، وهو بالإنكليزية spangles، أو sequin وبالفرنسية paillettes، وهو (النِمْنِم) في العراق.
10
القصف بالصور الفوتوغرافية: في حروب المنطقة في العراق وسوريا، ثمة قصف بالصور الفوتوغرافية، لا تختلف رسائله وإحداثياته عن القصف بالسلاح الحيّ.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى