نايلة ناصر و«أصل الهوى نظرة»…

افتتح مؤخرا في «دار المصوّر» معرض الصور الفوتوغرافية للكاتبة نايلة ناصر بعنوان «أصل الهوى نظرة»، ويستمر المعرض إلى الثالث والعشرين من الشهر الحالي من العاشرة صباحًا إلى الثامنة مساء ما عدا الأحد.
تركّز ناصر في معرضها الذي يضمّ 32 صورة قياس 70/50، على مشهد الثنائي في حله وترحاله، في ثباته وتذبذبه، في عبوسه وفرحه وفي فراقه وهواه. الصور التقــــطت في أماكن عدّة في فرنسا وأيضاً في العاصمة باريس وبالأخص على ضفاف نهر السين.

صديقة دائمة
تهوى ناصر التصوير منذ زمن بعيد كما تقول، حملت الكاميرا للمرة الأولى في الثالثة عشرة من عمرها، وهي لا تفارقها، تغّيرت الكاميرات وتطوّرت تكنولوجيًا وبقيت صديقتها الدائمة، «الثنائيات من نساء ورجال وكبار وصغار. لا أميّز بين جنس أو نوع، قد ألتقط صورة لزوج من الحمائم أو النوارس. ألتقط صورًا حول علاقة الناس ببعضهم البعض ومشاعر الحزن والشغف والتوتر. قد نرى انفصالاً في صورة وأخرى تظهر لقاءً متجددًا. الصور تشمل أوقاتًا محدّدة من حياة الإنسان. كل صورة تحكي حكاية»، مضيفة أنّها تشعر بأنّ الثنائي يناديها لالتقاط الصورة، «وكأنني أسمع الناس يقولون لي أحبّينا والتقطي صورة لنا. إنّ عنوان المعرض «أصل الهوى نظرة» نابع من نظرتي للناس الذين أحببتهم وحفظت لحظاتهم في صوري. حاولت لدى تجميع الصور أن أظهر كلّ المشاعر الإنسانية. طابع هذا المعرض هو الثنائيات في كل الحالات. لم ألتقط يومًا أي صورة بغية إقامة معرض. لم أزعج أحدًا لدى تصويري، خطفت بعض الصور خطفًا، لا تهمّني الوجوه، لم يكن التشهير أو الاقتراب من الناس هو ما يهمني بقدر ما تهمّني الحالة العامة وتعابير اليدين، الاقتراب أو الابتعاد. التعبير الجسدي أساسي ويخبرنا عن أمزجة الناس. تشعرين من خلال صورة أن العلاقة بين اثنين هي سرية أو العكس صحيح. لذا لا نرى وجوهًا في الصور، بل نرى حالات. لستُ محترفة، هي هوايتي فقط لا غير. أصوّر لنفسي، إلا أنّ زوجي وعائلتي ومجموعة من الأصدقاء ومنهم صاحب «دار المصوّر» رمزي حيدر أقنعوني بفكرة إقامة المعرض. حيدر كان يريد أن يتعرّف إلى صوري عن قرب وأحبّها.

فرح فاقع
صور ناصر مليئة بالألوان، منها مليء بالفرح وفاقع، ومنها بارد وباهت بحسب الحالات، تشرح قائلة: «أحبّ التنويع، والعين تهوى التنوّع. لا أقرّر سلفًا التقاط أي صورة بحسب موضوع أو فكرة، فكلّ صورة إبنة لحظتها وواقعيتها وظروفها. وحين قرّرنا إقامة المعرض عدت إلى أرشيف صوري، وكانت الفكرة واضحة في مجموعة الصور التي التقط بعضها منذ خمس سنوات وبعضها الآخر تمّ التقاطه في أيلول الماضي في آخر عطلة قضيتها في الريف الفرنسي. الصدفة حدّدت موضوع المعرض. أردت أن تكون الصور فرنسية الهوى لا سيما على ضفاف نهر السين، حيث يجلس العشاق، مع العلم أنّ لديّ صور لثنائيات خارج فرنسا».
تعلن ناصر أنّها تستخدم كاميرا ديجيتال، «حين قمنا بتكبير الصور، ذهلت بتفاصيل لم أرها خلال التقاط الصورة، منها نورس في البعيد، وغيره. التفاصيل هائلة في الصور. تكفيني هذه الكاميرا لأستمر في التقاط اللحظات».
تختم ناصر بالقول: «في الحقيقة سعدت جدًا بهذه التجربة، وفوجئت بردود الأفعال من رواد المعرض، البعض قال لي إنّ بعض الصور تشبه الأعمال السوريالية، ومنهم مَن قال إنّ جزءًا هو واقعي فجّ ولكنّه جميل وآخرون وصفوا الصور بالانطباعية. بدأت التفكير في موضوع آخر لمعرض مقبل قد يكون بعد عام أو عامين. التفكير يربكني لأنني كما قلت هاوية. الكاميرا باقية معي في حلي وترحالي، ولديّ صور كثيرة عن الطبيعة وحيواتها الداخلية وشروطها ومناخاتها، وأخرى بالأبيض والأسود، لكنّ الألوان نادتني لتكون حاضرة في العرض، والناس بحاجة إلى ألوان أيضًا. أردت أن تكون البداية مليئة بالحياة مع الإنسان في صوري، الناس حزينون ومتعبون».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى