شعر ومسرح في الليلة الثانية بمهرجان بيت الشعر بالدمام

يوسف الحربي
الشعر نغم الكلمات، والعود شاعر النغم، تهتز أوتاره كأنها أبيات قصيدة، تذهب خلف الكلمات، وتحملنا إلى فضاءٍ أرحب من الجمال، حيث بدأت الأمسية الثانية من مهرجان بيت الشعر “دورة الشاعرة فوزية أبوخالد” مع نغمات وعزف الفنان حمد الرشيد.

كانوا عشاق الشعر في ليلة يمتطي جوادها الشعر فارسًا، وتتوشح سماؤها بحروفه ألحانًا، بلقاءٍ يكون الشعر عنوانَهُ والشعراءُ أركانَهُ، في بيت الشعر، حيث استهلت الليلة الشعرية بالشاعر السوري الدكتور تمام التلاوي، نصوصاً شعرية “سوريا، درج البيت، خيول مسرجة بالذهب”:

تريدين أن ننتهي الآن؟

لا يا دمشق ..

تقول الحكاية إن النساء انهمرن من الشرفات

وإن المدينة لم ينج فيها أحد..

بكى صاحبي فوق جسر الظهيرة.

لما رأى جثتي

وهي تطفو على “بردى” كالزبد..

وقرأ الشاعر السعودي محمد الدميني، نصوصاً شعرية “في ظل الموتى، صاعداً ادراج البهجة، قبلات، حائط”:

لا نفتح أبوابنا

إلا لكي

تدخلها حسرة ما

حسرة ثملت

وهي تصعد درج البهجة

وقرأ الشاعر الفلسطيني عصام السعدي نصوصاً شعرية هي “مر الزمان ولم ينتبه، ما كنت سر أبي، زعقة النسر”:

قف على صخرة من كلام

وخذ جرّة الضوء ملآنه فوق رأسك

قف كأنك تمثال معنى الوقوف

كأن الزمان يمر بقربك مثل صديق قديم

وقفت له كي يراك فمر وراح ولم ينتبه

وقرأ الشاعر السعودي عبدالوهاب ابوزيد، نصوصاً شعرية منها “محاولة، كلمات، حسناً، العود، أنا مطر فأهطليني”:

لا عاصم من هذا القبح الجاثم مثل الكابوس

على صدر العالم

إلا الشعر، فألق بيم الشعر بمرساتك

وتأمل في عينيه لكي تتجلى في عينيك

حقيقة ذاتك

لا عاصم إلا في الكلمات المسحورة

وقرأت الشاعرة البحرينية وضحى المسجن نصوصاً شعرية منها: “أقول جفوتكما، صندوق الذاكرة الأسود، زهرة برية، أو غيمة أو قرنفلة”:

دماغي حين يصبح ورقة بيضاء

حين يصبح فراغاً ملوناً

أفشل في ترتيب أثاثه

فأضع طيفك مكان الكتاب

الكتاب مكان مفتاح السيارة

وقرأ الشاعر السعودي أحمد الصحيح النصوص الشعرية: “لست الريح في المشهد، سأحبك فانتبهي، انتي تشرد الماء، في صوتها، هذا الشي الذي لا شي جداً”:

قد يكون

مكانا

أو شارعاً

أو انتظارا طويلا

هذا الذي يحن اليك ويتذكرك

فيما أنت أبعد منك عنك

كما قدمت ضمن فعاليات المهرجان مسرحية “الشرقي الذي فقد” التي تتمحور بين صراع الإنسان والإنسان والبحر في ديمومة كائنة بين نقيضين ليحكي عن غواص بحر صارع أمواج سنة الطبعة الشهيرة لينجو ولكنه وقع بيد قراصنة فاستعبدوه وأرادو أن يسلخوه من هويته وذكرياته وحتى اسمه ولكنه حبه لمريم جعله يتمسك بكل جوارحه عن ما يريدون سلبه منه.

مسرحية “الشرقي الذي فقد” تأليف وإخراج ياسر الحسن، تمثيل حسين يوسف، ودراما تورج حسن العلي، ويساعده في الإخراج لين السيوفي، والأزياء والمكياج مريام بوخمسين، والإدارة المسرحية مالك القلاف.

كما تم توقيع كتاب للشاعر محمد الدميني، والشاعر مهدي المطوع والشاعر أحمد الصحيح.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى