الديوان الرابع لعلي عبد الأمير… إلكتروني

اختار الشاعر والصحافي والناقد العراقي علي عبد الأمير أن يقدّم ديوانه الرابع بطبعة إلكترونية، واصفاً خطوته بأنها مهمة من أجل الخروج من الأطر الثقيلة التي وضعها الناشرون على الإصدارات الأدبية، ولا سيما الشعرية منها. وهي أيضاً ردّ فعل شخصي تجاه تهافت شعراء راحوا منذ نحو عقدين يقايضون كتبهم الورقية في دور نشر عراقية وعربية بمال مدفوع للناشرين، مما أساء إلى الأدب والشعر، كتابة ونشراً وتلقياً. واعتبر عبد الأمير أن الطبعة الإلكترونية تلبّي حاجة التلقّي الثقافي المعاصر والمعرفة التي باتت تطلبها الأجيال الجديدة.
تضم المجموعة الشعرية الجديدة قصائد كتبها صاحب ديوان «بلاد تتوارى» بين الأعوام 2005-2016، وجاءت في قسمين: الأول «كتاب ننوس» عبارة عن قصائد حب أرادها الشاعر تلويحة مناقضة لتيار وقته العاصف بالحروب والهجرات، أما الثاني «كتاب المروءات» فهو معني بالأزمة الإنسانية التي تفاقمت في إيقاع من القسوة والبشاعة، فسيطرت على بلاده والمنطقة والعالم.
سبق أن صدر للشاعر علي عبد الأمير ديوان «يدان تشيران لفكرة الألم» (1992 ) و «خذ الأناشيد ثناء لغيابك» عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» ( 1996) و «بلاد تتوارى» (2005).
وأصدر عبد الأمير أيضاً ثلاثة كتب في النقد الموسيقى، الأول: «فصول في الموسيقى المعاصرة»، «بحث في التجربة الفنية والإنسانية لنصير شمّه»، و «رقصة الفستان الأحمر الأخيرة- سبعة عقود من تاريخ العراق المعاصر عبر الغناء والموسيقى». بينما كتب أعمالاً أخرى في البحث الثقافي. وضمن اهتمامه الشخصي بسيرة بغداد المعاصرة مكاناً وملامح ثقافية، صدر له كتاب «حنين بغداد» (دار الأديب- عمّان، 2012).
ومن أجواء «الطائر على شراع الألم» نقرأ:
«ما أقسى الصباح على عاشقة وعنقها ذبلت ورداته/ ما أقساه وهي بين أربعة جدران/ لا قهوة تطلق سماء الصحو/ ولا زيت ينعش شفتيها المنذورتين للقبل/ ما أقساه/ الصباح يفتح كتاب الأسئلة/ ويرسم طرق الغياب/ ما أقسى عصافيره/ وهي تطير إلى العراء/ ما أقسى اطراقته وصخبه ما أوحش نياسميه/ وتلاله/ ما أعذبه أيضاً/ وما أندى نسيمه/ يفتح كتاب النسيان/ يأخذ قلب العاشقة/ ويترك لها جناح الحمامة/ وريش الخيبات».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى