طارق حرب يأخذ جمهوره في رحلة إسبانية

غيداء السالم

بتقنيات فردية عالية واطلاع عميق، أرجع الفنان الفلسطيني طارق حرب جمهوره إلى عوالم الموسيقى الإسبانية، خلال أمسيتين قدّمهما في العاصمة الأردنية بعنوان «أساطير إسبانيا»، ليجول بالحضور في مدن إسبانيا العريقة.
فمن مدينة قادش إلى جزيرة مايوركا ومنطقة استورياس، وهي أسماء لمقطوعات لعازف البيانو والمؤلف الموسيقي الإسباني إسحاق ألبينيث قبل قرنين، أعاد حرب توزيعها وقدّمها على آلة الغيتار.
وطغت الكلاسيكية على الأمسية إلى أن بــدأ حرب عزف مقطوعة للملحن الإسباني فرانسيسكو تاريــــغـــا الـــــذي كان يستوحي موسيقاه مــن رحلاته حول العالم، فمعزوفة «أختان» تتحدث عن الثقافة الآسيوية بثبات ورزانة، إلا أن طارق لم يعزفها بطريقة كلاسيكية بل أضفى عليها بعضاً من موسيقى الفلامنكو الراقصة.
وجدير بالذكر أن حرب غاص في الفنون الكلاسيكية خلال السنوات الماضية، وتميَّز في حفلاته بالمقطوعات القديمة بعد تطويرها وتحويلها من معزوفات على البيانو إلى الغيتار. وأعاد في هذا السياق توزيع كثير من المقطوعات الشهيرة لفنانين من رواد الموسيقى الكلاسيكية في العالم، لا سيما من موسيقيي العصر الباروكي وعصر النهضة، ومنهم إسحاق ألبينيث وبيتهوفن والفرنس فيليب دو فيتري من القرن الرابع عشر.
وقدم حرب حفلات في دول عدة، بدءاً من كندا حيث تعلم ومارس الموسيقى، ثم الولايات المتحدة والصين واليابان ودول عربية، علماً أنه يحرص على إقامة أربع حفلات على الأقل في الشهر الواحد، ويحرص أيضاً على أن يمرر في كل حفلة أجزاء من مقطوعات لأحد فناني الزمن الأصيل، فأم كلثوم وعبدالحليم وحتى عبدالوهاب جميعهم كانوا حاضرين على المسارح الغربية خلال الفاصل ما بين المعزوفة والأخرى.
وينوي حرب إصدار مقطوعات كلاسيكية عربية وإحياء حفلات متخصصة فقط بالموسيقى العربية، مبيناً أن الفن في العالم العربي يعاني العديد من المشاكل والصعاب خصوصاً الموسيقى الكلاسيكية منها، مؤكداً ضرورة دعم الفن العربي وترقيته.
ومنذ أن امتهن الموسيقى، عزف طارق أنغام الروك والهيب الهوب وغيرهما من الموسيقى البديلة، إلا أن ثمة تحولاً حصل بعدما نال شهادة الدكتوراه في الفنون الموسيقية بكندا، حيث تأثر بعازفي الكلاسيك من عصر الباروكي في فترة 1600 إلى 1750.
وحصد حرب جوائز عالمية، أبرزها الجائزة الأولى في مسابقة «باريوس» في براغواي وجائزة المركز الأول في مسابقة مونتريال الدولية للعزف على الغيتار الكلاسيكي.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى