إطلاق كتاب كلام رصاص لحسام أبو النصر في متحف محمود درويش

يوسف الشايب

انطلقت نشاطات متحف محمود درويش للعام 2017، مساء امس، بحفل إطلاق كتاب “كلام رصاص” للمؤرخ والكاتب حسام أبو النصر، وقدمه وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، بقوله: يسعدنا في بداية هذه الأمسية، ومع الأيام الأولى للعام 2017، الذي نتطلع بكل جدية وعمل وإرادة لأن يكون عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، أن تكون أول ندوات العام الجديد هي للصديق الكاتب والمؤرخ حسام أبو النصر.. هناك العديد من الإشارات التي يمكن أن نلتقطها في سياق ما قدمه ويقدمه حسام أبو النصر من إبداعات مختلفة، فهو إلى جانب كونه كاتباً للمقال، فهو أيضاً يكتب المقال الساخر الذي لا يخلو من نقد إيجابي في سياق حياتنا السياسية والاجتماعية والإبداعية والثقافية، علاوة على كونه مؤرخاً جاداً يسعى دوماً إلى البحث عن الكثير من المفاصل المتنوعة في فلسطين.

وأضاف بسيسو: “كلام رصاص” هو مجموعة من المقالات التي أراد لها الكاتب أن تكون ضمن هذا الكتاب، والتي يناقش فيها جملة من القضايا، وسبق أن نشرت في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية، ولكن نظرية لأهمية ما ترحه من قضايا ما زالت تفتح الكثير من مجالات الرصاص .. و”كلام رصاص” يحمل الكثير من المعاني، فهو يحيل إلى حمدي قنديل في “قلم رصاص”، ولكن “الرصاص” هنا يختلف، فهناك مساحة واسعة من التأويل، فهل هو الرصاص القابل للمحو، بمعنى الكلام العابر، أم هو الرصاص الذي يمكن أن يشكل اختراقاً ما مستنداً إلى تاريخ طويل من الثقافة، والمواجهة، والعمل، الذي نستطيع من خلاله أن نرى المشهد الثقافي، ودور المثقف الفلسطيني .. أنا أكثر انحيازاً إلى الرصاص الذي يستند إلى التجربة والمواجهة منه إلى الرصاص الذي تتبعه الممحاة.

وأشار وزير الثقافة إلى أن “أبو النصر أراد من خلال الأسئلة التي تطرحها مقالات الكتاب، الإطلال على مساحات متنوعة من الشأن الفلسطيني، وأبعاده العربية والدولية، ملقياً الضوء على مجموعة من الراحلين بدءاً من الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وعبد الله حوراني، والمناضل الراحل محمود أبو النصر والد الكاتب، منتقلاً إلى مساحات أخرى في الكتابة، وهي نقاش القضايا العامة الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بالقدس، ومقالات أخرى تعنى بالحالة الراهنة أطلق من خلالها مجموعة من الصرخات أو “الرصاصات” قبل أن يذهب إلى البعد العربي والدولي.

وختم وزير الثقافة: يمكن باختصار شديد، القول بأن “كلام رصاص” هو رحلة داخل ثنايا المشهد الثقافي والسياسي الفلسطيني، أراد من خلالها حسام أبو النصر أن تكون بمثابة وقفة ذاتية، سواء بإعادة تجميعه لهذه المقالات، أو من خلال قراءتنا نحن لها، على صعيد المؤسسة أو العمل الثقافي والسياسي العام .. لهذا نقول بأن هذه الرحلة ممتعة في سياق ما تقدمه من معرفة، وتحريض وتحفيز على المزيد من الأسئلة، والبحث عن آليات إجابة، فهو لا يقترح حلولاً، منحازاً بذلك إلى روح المؤرخ، الذي يقدم الحالة تحليلاً وإفصاحاً ومادة، كما أنه لا يبتعد عن روح المؤرخ في تناوله لهذه القضايا، حيث البعد البحثي المهم، بمعنى أنه لا يسعى إلى إنشاء بلاغي على حساب الفكرة أو المضمون، بقدر ما يتعمد على اللغة التي تأتي في سياق السهل الممتنع، والتي لا تخلو من عمق في سياق الفكرة التي يريد إيصالها، وهو تكريس لأدب المقالات.

بدوره أشار الكاتب والمؤرخ حسام أبو النصر إلى أن فعل الكتابة في فلسطين مغاير عن ذات الفعل في دول أخرى، فهو من المفترض أن يساهم في مستقبل أو غد أفضل، والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على إنهاء الانقسام البغيض .. وقال: “كلام رصاص” عبارة عن توليفة ما بين الثقافة والسياسة والاجتماع والتاريخ، وهو حصيلة سنوات من العمل الكتابي، والمقالات التي حاولت توثيقها في كتابي الرابع، وتناول عدداً من الأحداث الوطنية، والأحداث والأمور العربية والعالمية، لقناعتي بأنه يجب الاطلاع على الأحداث المحيطة من حولنا، كما يطلع العالم على القضية الفلسطينية.

وقرأ أبو النصر، مقالين من الكتاب إحداهما عن غزة، والثانية عن علاقة عاطفية بين شابة وشاب من ديانتين مختلفتين خلال الحروب الصليبية على فلسطين، لافتاً إلى أن الاسم الأولى للكتاب كان “بصمات وطنية”، وتحول إلى “كلام رصاص” كونه يتعاطى مع حالة عربية فلسطينية كان فيها الرصاص أعلى من كل الأصوات.

 

(الايام الفلسطينية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى