الحب والحرب والهوية في قصص بحرينية

يعيد القاص والروائي البحريني عبدالعزيز الموسوي، في مجموعته القصصية “كرتواكو”، صياغة مفردات الهوية والحب والحرب من خلال حكايا وقصص يكتب تفاصيلها بعناية لتكون خارج رتابة السائد.

وتعالج المجموعة العديد من الموضوعات في قوالب مختلفة مستمدة من البيئة البحرينية، وبيئات عدد من البلدان، عبر تناول موضوعات كالأيديولوجيا، والهوية، إلى جانب الحب، والحرب، واليأس، وصورة البطل منتصرا ومهزوما، وقضايا العمالة الوافدة، وغيرها من الموضوعات التي تنقسم كما المجموعة إلى قسميها اللذين يتوزعان جنسين أدبيين مختلفين، وهما جنس القصة القصيرة، وجنس القصة القصيرة جدا.

اتخذت المجموعة، الصادرة حديثا عن دار “فراديس للنشر والتوزيع”، عنوانا غريبا بعض الشيء، وهو “كرتواكو”، وتبيانا لهذا العنوان، يقول الموسوي “إنهُ اسمٌ لشخصية سيريلانكية، جاء اختيارها لعدة أسباب، من أهمها: إثارة القضايا المتعلقة بالعمالة الوافدة وطرق تعاطيها مع الآخر المختلف في الانتماء والمعتقد والبيئة والثقافة”.

ويتابع “في هذه الشخصية التي تضمنتها إحدى القصص، شيءٌ مختلفٌ عن الآخرين، ونادر، وهو عدم الركون إلى الفخ، واستمرار المقاومة، وهذا ما يتكشفهُ القارئ من خلال السرد”، ويلفت الموسوي إلى أن هذه الشخصية التي حملت المجموعة اسمها كعنوان “شخصية شجاعة وجدير بها أن تكون أيقونة للعمالة التي تهضم حقوقها من قبل البعض، ويتم الإيقاع بها بكم من الأكاذيب والأوهام”.

ويلفت المؤلف إلى أن قصص المجموعة كتبت خلال فترات متباعدة، على مدى ثلاث سنوات، موضحا أنها كالثمار التي أينعت “لأن الفاكهة التي تنضج تكون أقرب لأن تفسد، وكذلك أفكار القصص، لهذا ارتأيت قطفها، وإصدارها”، متابعا “الاشتغال على الراهن جاء بشكل مكثف في القصص القصيرة جدًا”.

والمجموعة القصصية نص يعبر في جوهره عن فكرة المجموعة، أما مضمونهُ المباشر فهو نص اعتراض لشخصية ذلك العامل الوافد (كرتواكو)، الذي يصرخُ فيه بلغة واضحة إذ يقول “كلنا نتعرض للخديعة، لكن وحدهم البائسون يسلّمون رقابهم لها دون اعتراض، وأنا لم أكن لأرتضي لنفسي يوما أن أكون مثل حيوانٍ أليف اصطادوه بغتة، وسهل عليهم ترويضه، أنا كائن برّي ومتوحش حين يتعلق الأمر بالإيقاع بي في شرك الاستغلال، أنا سيريلانكيّ وعليهم أن يعلموا أن عائلة كرتواكو، التي تقطن مدينة نوراليا ليست من الذين يبيعون أنفسهم من أجل حفنة أوهام، وعليهم أن يسألوا جبالها ومروجها وأفيالها ليعرفوا ضراوتنا”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى