شاعرة جزائرية تكره النقاد وتتساءل: لماذا ظهروا!

بسام الطعان
شاعرة جزائرية، من مدينة البليدة، عضو اتحاد الكتاب الجزائريين، عضو في المجلس الوطني للجمعية الوطنية الجاحظية، عضو بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بصفتها كمحترفة، مسؤولة ومنسقة عام مجلة (ليس كأي كلام) تكتب أيضا السيناريو والقصص القصيرة والمسرح، وحاصلة على عدة جوائز وشهادات تقديرية.

صدر لها: حكايات مراهقة، شعر. جراح لا تنزف، شعر. بقايا حلم عجيب، شعر.

تقدم نفسها بقولها: سمية معاشي بنت الجزائر ولا أكثر، أكتب الشعر لمن يفهمه طبعاً ويحس به ولقرائي بصفة خاصة، أنا لا أريد من الشعر بل هو يريد مني وكأنني أحاول أن أوصل رسالته عبر الزمن للأجيال القادمة، ورغم هذا مازلتُ لم أصل لهدف معين لأن من الشعر حكمة وأحكام، والشعر ليس وظيفة لكي يوصلنا إلى ما نريده بل هو رسالة تتوارثها الأجيال.

وعن مصادر لغتها الجميلة تقول: مصادر لغتي البهية هو الإلهام ومما علمني الله لا أكثر.

وفي رأيها أن الشاعر الحقيقي قصائده تأتي وليدة صدفة، أغلب الشعراء يكتبون في أوقات الحزن والألم على ذكر بعض الأمثلة، الخنساء كتبت لأخيها صخر في رثائها له، حسان بن ثابت كان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم وكتب حتى بعد موته قصيدة رثاء أيضا، وجميل أيضاً كتب لبثينة من شدة حبه لها وتأثره، الخ سمية معاشي نظمت لأن الأقدار كتبت لها.

وهي في ظنها أن الشعر لن ينقرض بالعكس نحن نعيش بعالم يعيش المعاناة والحروب والأزمة ينتج عنها ظهور أقلام كثيرة تكتب في مختلف المجالات الإبداعية.

سمية معاشي لا تحب القيود ولا الحواجز في كتاباتها، تحب أن يكون قلمها حرا. تكتب به ما يحلو لها، دون أي نقد ولا ضغوط من الآخرين، لا تحب مقارنة نصوصها بنصوص الآخرين لأنها لا تنافس أحد.

وترى أنه حفاظا على القصيدة يجب أن نشتغل بالقافية والوزن ولابأس أن تكون في الشعر الحر بعض القصائد التي يكتبها الشعراء لا صدى لها ولا جمالية حتى مع وجود الوزن والقافية فليس كل ما ينظم هو “قصيدة”.

والشاعر الذي يترك أثرا عميقا في المتلقي هو ذلك الذي يحكي عن معاناته، أما المتعة فتأتي عن طريق الإلقاء وسمعاها مباشرة من الشاعر.

وتوضح أن أغلب شعراء العصر الحديث ليسوا شعراء، يكتبون لأجل الكتابة فقط والشهرة وطبع الكتب الوهمية المصفرة، قصائدهم لا تصل إلى القلوب وكل على حسب ثقافته بالكتابة. وهناك شعراء يكتبون لأنفسهم، عن نفسي ليس لدي نظرية بهؤلاء من النثر ما عجز عنه الكثير من رواد الشعر.

وهي تحذر من الخلط بين القديم والجديد، فبعض الأقلام الهادفة ستسمو ويخلدها التاريخ، وترى أن النص القديم له طابع خاص به ولكل ميزته.

وهي تعتقد أن القصيدة العربية الحديثة تمر بأزمة “مكتباتنا خاوية على عروشها تقول من ينجدني” يكفينا قصائد فحول الشعراء الزمن الجميل .

سمية معاشي تكره النقاد ولا تعرف لماذا ظهروا، لكن ليس عيباً أن تنتقد قصيدة من أجل فلاح الشاعر وليس من أجل هدمه وتحطيمه، لا أوافق الناقد في كل ما يقول والبعض منهم يغارون.

ـوترى أن بعض الشعراء الجدد يظنون أن الحرية لعب ولغو، وأن الحداثة ضرب من الهذيان، فيأتون بكتابات “شعرية” لا مبالية بقواعد الكتابة وموضوعيتها ومستواها بحجة الحرية والحداثة، وتؤكد أن هؤلاء ليسوا شعراء بل هواة، أما عن إهانتهم للشعر فهذا لا أظنه هؤلاء في حزب والشعر في حزب.

وعن الشعر في المشرق العربي تقول الشاعرة الجزائرية: ليست لدي انطباعات معينة وأشجع كل الأقلام المتميزة التي تستحق وتدخل بكتاباتها قلوب القراء، كما تستهويني كل الكتابات والنصوص الجميلة، ليس لدي شاعر معين أحب أن أقرأ له، كل من يبدع في قصيدة وتعجبني أحبها.

وفي النهاية ترى سمية معاشي أن الإبداع هو النجم الساطع في السماء الذي يتلألأ عبر الفضاء.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى