شاعرة سعودية تهب الحياة للأشياء الصغيرة

تهب الشاعرة السعودية هدى الدغفق، في كتابها “متطايرة حواسي.. شذرات سيرية”، الحياة للأشياء الصغيرة والكبيرة من حولها، فنلمس معها فرشاة الأسنان، واللوحات، والسرير، وعقارب الساعة، والأفلام، وغيرها.

والكتاب، الذي جاء في 103 صفحات من القطع الصغير، يضم نصوصا نثرية نهلت من جوانية الكاتبة التي عبرت من خلالها في لغة مخضبة بالمشاعر عن تجارب إنسانية جعلت لنصوصها مفاتيح كأنها تؤشر على مفاصل حياتية.

واستهلت المفاصل الحياتية بعنوانها الأول “قناعة” الذي سطرت فيه “كل حي يشارك الجمادات في أمور، وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور. لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها” كأن بها تحيلنا إلى أن ما سيأتي من نصوص ليس سوى نتاج أفكار عالجتها التجربة الحياتية وإن كانت مجبولة بعبارات شفيفة تنم عن روح متقدة المشاعر.

وتلت المفتاح الأول مفاتيح “تمرد” و”إلهام” و”محسوسات”، التي ضمت أكبر عدد من النصوص التي اقتربت من فن القصة وإن كانت أقرب إلى المقالة الأدبية.

وجاء على الغلاف الأخير من الكتاب، الذي صدر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمان، بقلم المؤلفة “أنا مجرد قبرة من فصيلة العزلة، في العزلة نكون الكلمات، نكون المعنى الذي في السطور، وإن انزوى عن تجاربنا السوداء في عفة الورقة، ذات ليلة حلمت بوحدتي، كانت تلبس ثوبا زاهيا دون وردة حب”.

وعن الكتاب تقول الشاعرة فوزية أبوخالد “حقا كل حرف تكتبه الشاعرة هدى الدغفق يكون مقدودا من ضلوعها منحوتا من صخر عنادها ومقاومتها مغترفا من موج عنفوانها وبحيرة أحلامها”.

وتقول الدغفق “لديّ قدرة خصبة على الاحتفاظ بلذة الأسرار الشعرية للذات، وبالتالي فضّلت البوح بهذا النسق الكتابي، كما أن الرواية أدب له شروطه ومناخاته المختلفة، بالرغم من ذلك تتشابه أحيانا الكتابة السيرية والرواية، ولكن لا تمثّلها، فهما سردان مختلفان. لربما وجدت في قولي كثيرا من الجنون واللامنطقية التي تسمح لي بأن أسكن إلى شعري، بل شاعريتي دون أرق. إنني أحيط ذاتي بولاء غير معهود للقصيدة التي واجهني الكثيرون بخشية انقطاعها عني، وربما كان الأمر تحديا لذلك الوهم المغرق في التسميات الأدبية”.

وللكاتبة هدى الدغفق 10 مؤلفات منها مجموعات شعرية من بينها “الظل إلى أعلى” عام 1990، و”لهفة جديدة” عام 2000، و”امرأة لم تكن” عام 2008 وترجمت إلى الفرنسية، و”بحيرة وجهي” عام 2008 وترجمت إلى الإسبانية، و”ريشة لا تطير” عام 2008 وترجمت إلى الإنكليزية. كما صدرت لها كتب أخرى ومنها “فلسفة المستقبل” وهو عبارة عن حوارات أدبية ذات بعد فلسفي، و”هيستيريا الافتراض” في الأدب التفاعلي الرقمي عام 2014.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى