مهرجان نيابوليس للمسرح يمنح الحلم لأطفال تونس

صابر بن عامر

يسعى مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل الذي تتواصل فعاليات دورته الـ31 إلى منتصف شهر يناير الجاري، إلى أن يكون عيدا للطفولة وموعدا سنويا للحلم والفرحة لا فقط في مدينة نابل التونسية، حاضنة المهرجان، بل وكذلك من خلال انفتاحه على مدن تونسية أخرى كسوسة وصفاقس وتونس العاصمة.

وتميزت دورة هذا العام بإمضاء اتفاقية شراكة بين هيئة المهرجان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” التي شاركت بمعرض احتفالي بمناسبة سبعينية تأسيس المنظمة، كما تم في يوم افتتاح المهرجان تكريم الممثل المصري أحمد بدير باعتبار مساهماته الكبيرة في مجال مسرح الطفل، إلى جانب مؤسس المهرجان لطفي المسعدي.

ويقدم مهرجان نيابوليس على امتداد أسبوع (من 8 إلى 15 يناير) 130 عرضا مسرحيا، بمشاركة 15 دولة من بينها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتركيا وإيران والكونغو والجزائر وفلسطين ولبنان ومصر والبحرين والعراق والإمارات وتونس البلد المنظم، وذلك بمعدل ستة عروض يومية تتوزع على ستة فضاءات هي: المركب الثقافي بنابل ودار الثقافة نابل وقاعة العروض بالبلدية ودار نابل وعروض الشارع، إلى جانب برمجة 25 عرضا خارج مدينة نابل، في إطار توسيع قاعدة الأنشطة نحو الجهات والأحياء الشعبية ذات الكثافة السكنية العالية، وتفعيل برنامج وزارة الشؤون الثقافية التونسية المعنون بـ”مدن الفنون”.
و”مدن الفنون” هي بادرة من وزارة الشؤون الثقافية التونسية ترمي إلى إعادة قراءة السياسة الثقافية التونسية، من خلال تفعيل اللامركزية الثقافية، وذلك بتحويل الجهات إلى أقطاب ثقافية تشع على بقية المناطق المجاورة لها، وعلى مختلف جهات البلاد، مما يساعد على إشعاعها عالميا.

ومن أبرز عروض مهرجان نيابوليس لهذا العام تأتي مسرحية “الصخرة” التركية، و”سنوحي” المصرية، و”بوليشينالا” الفرنسية، و”حكايات شعبية من فلسطين” الفلسطينية، و”آش قالو ناس زمان” الجزائرية، و”الورقة الأخيرة” الإيرانية و”الأشكال تلعب معي” البحرينية.

ومسرحية “الأشكال تلعب معي” لمسرح “البيادر” بالمنامة من تأليف وإخراج الفنان البحريني أحمد جاسم، ويشارك في تحريك الدمى كل من محمد صقر ورمضان يوسف، أما تصنيع الدمى، فهو من إعداد شيماء قمبر والديكور لسيد جابر.

وتستخدم المسرحية تقنية مسرح الطاولة البسيط والممتع، وتستهدف بالأساس الفئة العمرية من سنتين إلى 8 سنوات، وتحكي قصة دمية فقدت قبعتها بفعل العصفور المشاغب الذي رمى بها فوق الشجرة، فاضطرت الدمية إلى أن تستعين بالأشكال لتكوّن منها أدوات مضحكة تساعدها في الوصول إلى القبعة.

ويواصل المهرجان للسنة الثانية على التوالي برمجة الورشات التكوينية المتنوعة في الكوميديا والمرح التفاعلي والعلاج بالدراما وتوظيف الموسيقى في المسرح واستعادة التراث في المسرح المدرسي، بالإضافة إلى مسرح الرضع وعروض لذوي الاحتياجات الخصوصية.

وتشهد الدورة الجديدة انطلاق تجربة فريدة، أساسها الانفتاح على المسرح المدرسي من خلال برمجة مسرحية “تخيل” لإعدادية القوسة بعمدون من محافظة باجة (شمال غرب)، وهو العمل المتوج بالجائزة الوطنية للمسرح المدرسي، كما تمت برمجة عرض مسرحية “مملكة النحل” للفريق الوطني للمسرح المدرسي بالإمارات العربية المتحدة. وتحول مهرجان نيابوليس لمسرح الطفل في العام 1994 إلى مهرجان دولي، وهو الذي تأسس في العام 1985.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى