مسرح العرائس المصري يسعى إلى تدارك التقصير

آلاء عثمان

اختتم معرض عرائس الماريونيت بمركز الهناجر للفنون في القاهرة فاعليات دورته الثانية بمشاركة 36 فناناً من المحترفين والهواة وطلبة كليات الفنون، وإشراف وزارة الثقافة المصرية التي فضلت تنظيمه كحدث مستقل بعد أن أقيم كجزء من فاعليات الملتقى العربي لفنون العرائس وخيال الظل في دورته الثالثة العام الماضي.
التقت «الحياة» مدير مسرح العرائس التابع للمسرح القومي محمد نور، الذي بدا مستبشراً بمستقبل مسرح العرائس «رغم توقفه عن التطور لفترة، ما جعل دولاً تلقت ذلك الفن عن رواده المصريين إلى تجاوزه»، مؤكداً «نية القائمين على المؤسسات الثقافية في مصر إلى تدارك التقصير من منطلق «أن تصل متأخراً أفضل من ألا تصل».
يقول نور: «مسرح القاهرة للعرائس هو الأعرق والأقدم وصاحب الريادة الفنية في هذا المجال، فقد تعلم في مصر معظم فناني العرائس في الوطن العربي ومنهم شيخ العرائسين التونسيين محيي الدين بن عبدلله الذي روى خلال تكريمه أخيراً عن تلقيه أصول ذلك الفن عن رائده المصري نور الدين يسن»، مضيفاً «وهنا شعرت بالفخر ليس لأن يسن والدي ولكن لأن فناناً مصرياً استطاع أن يُعلم تلاميذ أصبحوا أساتذة ورواداً في بلادهم».
يرفض نور القول بتراجع مسرح العرائس، ويوضح: «مسرح العرائس المصري يؤدي دوره في خدمة الطفل والأسرة التي تحرص دائماً على الحضور، فيجني إيرادات مرتفعة. كل ما حدث أنه لم يتطور بالقدر الكافي نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة، لكن مستواه الفني لم يتراجع».
ويتابع:» نحتاج إلى تحريك المياه الراكدة، وخلق حالة من الحراك والتنافس وتبادل الخبرات، وهو ما بدأنا فيه بإقامة الملتقى العربي لفنون العرائس وخيال الظل، وكذلك إقامة معرض فنون العرائس المصرية».
وماذا عن الحضور الدولي، اذ تنظم تونس خمسة مهرجانات للعرائس أحدها عمره 32 سنة فيما مصر غائبة؟ يجيب: «نسعى جادين لإقامة مهرجان دولي للعرائس، الفكرة ليست جديدة، سبق وقُدمت مشاريع لمثل ذلك المهرجان من أجيال عدة، غير أن أحداً لم يستجب، أما حالياً فألاحظ حماسة ودعماً من المؤسسات الثقافية في مصر على رأسها قطاع شؤون الإنتاج الثقافي والبيت الفني للمسرح لإقامة هذا المهرجان، وإن أتى متأخراً أفضل من ألا يأتي أبداً».
ويشير نور إلى تغير سبل تبادل الخبرات في فن العرائس: «في الماضي كانت مصر ترسل بعثات الى الخارج بشكل غير دوري لمواكبة التقنيات الحديثة في عالم العرائس، حالياً يتم ذلك من طريق المشاركة في المهرجانات الدولية والاحتكاك المباشر والتنافس بين العرائس المصرية والفرق الأجنبية على اختلاف مدارسها الفنية. لم تعد البعثات الوسيلة الأفضل فمن الأجدى والأقل كلفة استضافة الخبراء من الخارج على فترات متباينة لنقل خبراتهم لأكبر عدد من فناني العرائس في مصر وإتاحة فرص التعلم للجميع، بدلاً من سفر فرد واحد أو فردين فقط».
يضع مسرح العرائس شروطاً صارمة لانضمام أي عضو جديد، وهو ما اعتبره البعض انغلاقاً وعدم استيعاب لمواهب شابة قد تملك أفكاراً ابتكارية، مدير المسرح من جهته أقر بتلك القيود معتبراً انها قيود طبيعية تمنح المسرح أصالته قائلاً: «مسرح العرائس لا يعتمد على هواه لأنه مسرح الدولة، فهو الجهة الاحترافية الوحيدة في مصر التي تقدم فن العرائس بشكله الاحترافي الذي يشمل جميع فنون العرائس وتقنياته، جميع العاملين فيه أعضاء نقابة المهن التمثيلية كشرط أساسي للانضمام، ورغم ذلك تضم الفرقة داخلها أجيالأً مختلفة، ويعمل المسرح بين فترة وأخرى على ضخ دماء جديدة بعد أن تجتاز اختبارات وتدريبات على كل فنون العرائس».
ويضيف: «لا نحتكر ذلك الفن بل نعمل على تطويره، ومن ذلك المعرض الأخير للعرائس الذي اقتصرت مشاركة المسرح فيه على 25 عروسة فقط بعد أن شاركنا في العام الماضي بـ75، لإتاحة فرصة أكبر للهواة وطلبة كليات الفنون لعرض أعمالهم»، مشيراً إلى أن المعرض ضم 230 عروسة، وشاركت فيه للمرة الأولى مكتبة الإسكندرية، وكليات فنية للتواصل بين فناني العرائس، وخلق روح من التنافس الفني في ما بينهم، بما يساعدهم على التطوير والابتكار، واستخدام الخامات الجديدة في تصنيع العرائس.

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى