رؤيا …قصيدة لرامي الكايد

خاص (الجسرة)

قَدْ رَاوَدَتْنِي فِي اللَّيَالِي رُؤْيَةٌ
هَزَّتْ كِيَانَ العَالَمِينَ تبَعْثرا
فِي رُؤْيَتِي الأُولَى غُرَابٌ ناعق
قَالَ أتَّخَذت مِنْ الرَّوَابِي منْبَرا
إشتمَّ رَائِحَةَ الخِيَانَةِ جرحنا
الخُبْثُ يعبثُ فِي المَلَامِحِ مخبرا
عن قوت خيرٍ يَسْتعيذ لَهُ الملا
كافور أثمر فِي الضَّواحيَ مُزْهِرا
كأسا من الوصب القديم صببته
فَجَرعتُ من دنِّ النَّبيذ تحسرا
وَلَحِقْتُ رَكْب الحَالِمِينَ بِغصَّةٍ
فَالغيم حبلى في السَّمَاءِ تذخرا
لِتَزيدَ مِنْ طِينِ المَآسِي بلَّة
الدَّمْعُ يجْرِي بِالجُفُونِ مجذرا
هَلْ ينْصِف الحُبُّ المعنّى أدْمعِي
وَيَطُوفُ سِرًّا فِي الخلائق مُبْصِرا
نَسَّكتُ عِشقي في سناك تقربا
أأطوف سبعا أم أعود مزمجرا
أحييت اركانَ الهَوَى في نبضتي
وتركت بركان الجوى متفجرا
غسّلت ذنبي بالتقرب طاعة
وسُقيت مِنْ مَاءِ الطَّهَارَةِ مُجبّرا
فتَبَخْتَرَ الوَجْدُ المُعَتَّقُ حِينَهَا
أسرى بِنُور صبابتي وَقْتَ الكَرَى
هــا أقبل اللحن الحزين بنايه
حتّى اختبى نورُ الجَديل مكدرا
جُنّت لَهُ آها مَقَامَات الصبا
ابكت عيون الشعر زِدنَ تَجمّرَا
فِي الرُّؤْيَةِ الأُخْرَى مَزَاد ٌمُعلن ٌ
فِيهَا ثَرَى الأَقْصَى يُبَاعُ وَيُشْتَرَى
قَدْ أَحْرَقَ الأَعْدَاءُ حُلْمَ طُفُولَتِي
أني قَبَضت الحُلْمَ حِينَ تَبَخّرا
سبعاً عجافاً قد بدت في قدسنا
احرَمتُ فيها والهلال تضجرا
الرُّوحُ تَاقَتْ لِلقَوَافِلِ خلوة
صلّيت نافلة الشُّرُوق تَصْبرا
هَلْ يَكْتُب التَّأْرِيخُ سِرَّ نبوئتي
وَيُعِيدُ أَرْضَ القبْلَتَيْن مُكَبِّرا
مزقت قُمْصَانَ التَّمَرُّد لاهجا
وَعَلَى صِرَاط الكَوْن سِرْتُ لأثأرا
فنَحَرَت غزْلَان اَلَمَهَا لِتُرَابِهَا
لِتَفُوحَ مَسَكا فِي الخِتَامِ وعنبرا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى