بحر الضفة… للكاتبة نسرين سليمان

يقال بأننا اشباه اللحظة
لنا أربعين شبيه
وسبعة شخصيات لا تشبه بعضها في سبع عوالم متوازية
مضحك الأمر ماذا لو التقيت بشبيه واحد ..؟!
وشخصية تناقض طباعي …!
ستتفجر ينابيع من الاتهامات ؛
ربما سيقتل ثلاثتنا بعض …
وسنعيد احياء المتبقين منا.
ثم بعد ؟ تعلمت من نفسي ولكني لم أتقن ممارسة الحياة بعد .
رأيتهما غريبين وكانا أقرب لبعضهما من الوتين ؛
أو هكذا كانت الكذبة الأولى لأصوات التمني .
مشيت لما بعد منتصف المسافة ثم تعبت ؛
جلست على حافة بار مترنحة ؛ كان يبدو علي الثمل .
بغرابة سقطت مغشية ولعابي يسيل مثل رضيع ؛
لكني لم أحتسِ الكحول وقتها ،
فما سر الثمل ؟
ولماذا هذه الأغصان مائلة مثل الغرابيب التي أكلها السوس
منذ دهر ؟
تمالكت نفسي بعد حين وقفت ثم مشيت ،
أشبه الآن بعضك حين غادرتني
هزيلة ربما .. وربما كنت أبكي .. وربما كنت أضحك
كنت قد وصلت إلى المفترق ؛ ونسيت بأي اتجاه خطواتي .
ولكن شد مسمعي تلاطم أمواج وصخور تنتحب ،
فعلمت أنني عمت لنقطة الغرق !
مضحك الأمر جدا ..
نعم مضحك لأنني حتى بعد الضياع ذهبت لمأساتي بنفسي.
أقول لنفسي أنا لا أريد الحياة بعد اليوم
هيا بنا لننحر عنقي ؛
أو لنشرب السم بعد مزجه في فنجان القهوة الصباحي .
من الممكن جدا أن أكون كريمة لآخر لحظة .. طبعا مثل مجنون أحدث نفسي مرة أخرى
ماذا لو جعلت النهاية جميلة وباذخة ،
هيا سأطهو وجبتي المفضلة ثم أقرر الموت بعدها .
مهلا .. عن أي وجبة تتحدثين ؟!
لقد عاشرتك طويلا ؛
حتى مللت من غليانك المستمر …
مستعرة الأفكار لا تبقين على حال
تتمرد نفسي بالرد …
ثم تقول لي .. عدي لي ماذا فعلت لنفسك من سرور
أي الأحلام حققت
حتى تنتهي الآن ..
أغضب قليلا من هذا الحديث ،
بدأ يأخذ مسارا لم أخطط له من قبل .
سأعود للنقطة الأولى
سأتحدث معكم عن الغريبين كيف افترقا
هل حقا كانا حبيبين ؟”
بكل دهشة سأجيب لا أعلم الحقيقة
ولكني رأيت الابتسامة المرسومة على وجهه يوم رآها
وكيف عبس قلبه في يوم الرحيل
سمعت كلامها عنه
وشاهدت دمعة بطرف عينيها كلما قال أحدهم اسمه
هل هذا هو الحب ؟
كانا مثل الضدين ،
لا يتفقا على شيء
ولا يتشابها الا في كلمة الحنين ،
سمعت مرة أنفاسه وهو غاضب منها ..
كانت متلاحقة .. تعلو ثم تهوي مرة أخرى مثل فوهة بركان
كانت شفتيه .
قال لي لا تداعبيني بغيرتي
فأنا بالنهاية رجل شرقي
قال لك …؟
لكِ أم لها ؟
بالطبع أقصد لها ولكني أصبت من أجلهما بالوهن
هل تصدقين كذبتك؟
تصفرين بكلمات لا تفهم
وتتماهي ببعضها وتجملين رغبتك كأنك متعمدة
أن تصبحي ضبابا ..
مثل فرس وقعت بفخ صياد الآن أنا .
مهلا الفرس لا تقع بالفخ الفرس ملك للصياد
أنت جلاد نفسك فلا تفتعلي قصة الضحية .
أنا أتمتم بصوت خافت ولكني هي الضحية
كاذبة !!
بل أقول لك الحقيقة بكل صدق للمرة الأولى والأخيرة
سأخبرك متى حدث هذا ..
بالفعل أنا ضحية ولكني لم أجرؤ على الحديث عن هذا الأمر ،
من قبل
دوما يتملكني الخوف فأصمت ..
…..
عن بحر الضفة سأحكي
ولكني لا أمتلك حق اختيار الشخصيات
هم كانوا حاضرين بفرض الصدفة ؛
أتدري لم أتعلم يوما مهارة انتقاء الأشياء
او انقاذ نفسي من حبال الحيرة.
كنت دوما أنتقي بعفوية مطلقة
لكن تكرار الأسى من هذه الطباع جعلني أعيد الصفات
….
لنقطة الغرق سنجدف
بحر في بلاد جافة
ما لونه؟
لون الصحراء
أم لون السماء
ام بلون الشجر أخضر
أشعر به أنه بلون الدم أحمر
أريت يوما ما ذبيحة
أول طعنة للسكين بوتينها
يكون الدم أحمر قان
صافي بلا درجات قاتمة
هذا لون الغرق
هذا لون البلاد
هذا بحرنا ..
ثم بعد …
أليس التكرار في الأشياء أمر ممل ؟!
نعود لنقطة الغرق اذن
لا !
نحن الآن بوسط منحنيات الظلام ؛
علاقات محادثات واحلام لا نستيقظ منها ..
ثم مغامرات لا نكترث لنتائجها .
هل للخوف مع الظلام حكاية ؟
حين نغتسل من ليلة مليئة بالأحلام
والضياع
يسقط مثل الماء
بلا انتظار اللحظة
ماذا ستقول لأنفسنا عنه
مثل صورة بداخل ذهننا
صورة استثنائية ؛
نمضي فيها قدما وكأن حلكة الظلام الباقي بداخلنا
تمنحنا عطرا كاملا
سبيلا للانتشاء.
هذا دوما ما نقوله خلال بحثنا
عمن نكون …
هل لنا عليه سطوة
لنمحو رنينه من داخل القاع ؟
كلها أسئلة تدور بحلقة مفرغة .
نحن سعداء الآن
تمسكنا الخطوات السريعة ،
تجعلنا نركض في متاهة الحياة
نضع علامة على ما جعلنا أشلاء .
هل تعلم ؟
ان لحزني عدة ألوان
وربما عدة نكهات ..
يزيد علي الحواس تصبح سبعا ؛
ليتني أشبه أصولي الخفيفة .
ليت وجهي الآن يشبه ذلك الجالس بالمرآة .
متى كنت أعرفني ،؟
وأنا احدى بنات الراعي
أكلني الذئب ،
وذهب يحدث أبي كم كان طعمي مرا .
وكم هو نادم على فعلته ،
الآن انا ذنبه القبيح الذي لا يغتفر .
من لا يحلم لا يصلح للحياة
ومن لا يخطئ لم يكن حيا بالأصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى