انا والفيلسوف ابليس! …للقاص عمر زياد

خاص (الجسرة)

 
۱
من اي بداية ابدٲ،البدايات متداخلة ومتحشدة برٲسي،كثير من الناس يعتقدون بٲن البداية سراط مستقيم يمتد إلی النهاية(الموت) ولكن ليس هناك خطوط مستقيمة ٳلا في ٲوهامنا.كل شيء في الحياة دائري يعود إلى ما منه بدٲ وتمتلئ الحياة بٲن تكتمل دائرتها و تنتهي عند انتهائنا بالموت لنعود إلى ما منه ابتدٲنا.

آه أنا حائر،لا اعرف من أين ابدٲ؟.

۲
سوف أبدٲ من الحاضر وأعود به إلى الماضي.لماذا انطفٲ نور الإيمان في قلبي الذي طالما آنس وحدتي؟هل كان حقا نور؟،هل حقا آنس وحدتي؟ أو كان حالة نفسية ناشئة من هفوات المجتمع؟.آه يا إبليس هل حقا أنت السبب في كل هذا الذي يحدث حولنا وفينا؟.انتبهت إلی نداء عميق، اقشعر مع هذا النداء جلدي واستقر مركزه في نفسي.من أين جاء هذا الصوت؟ فهو لم يٲت من ناحية واحدة بل من كل النواحي.

ـ هكتور ألا تراني؟

نظرت حولي فلم أر شيئا. نظرت في باطني، فرٲيت الخوف والقلق. كل مافي ملتبس(ايماني ، كتاباتي ، معارفي ، محبتي لزوجتي و ابني) أنا كذب في كذب. دفع عني بعض المخاوف وجعلتني  أسٲل عن بعض المعارف المحضة: ماذا عساك يا ابليس أن توصلني ٳليه؟ هل تريد أن تضلني عن إيماني؟ أو لم تعرف أنني ما عدت مؤمنا مثلما كنت؟!

۳
في جوف الليل جاء الصوت ثانية لم أعرف بأي كلام يجب أن اجاوبه.غير أنني لم أعد خائفآ من حضوره حولی.
ـ أنا لست حولك يا هكتور، أنا فيك.
لقد صرت قلقآ من كل ما في حولي و القلق يثير المخاوف.قلت لعلني الآن نائم و ما هذا الا حلم عابر. و من ثم جاء الصوت ثانية.
ـ أنت قلق يا هكتور مما فيك.
ـ من أنت ؟
ـ أنت الذي اوجدتني يا هكتور.
ـ انا لم أوجد احدا.
ـ بلی معرفتك جعلتك ان تعرف كبير الفلاسفة،انا الفیلسوف ٲبلیس!.

٤
غبت.فرٲيت جبالا تملٲ الكون ورٲيت نفسي اتسلق أحد الجبال في جو عاصف وبارد.ٲفقت فوجدت ابني جالسا بجوار سريري. غبت، فوجدت ابليس جالسا علی درج دائري، ناديته ليؤنس وحشتي ، فجاء وجلس بجواري ومن ثم سٲلته.
ـ هل خلق الله الٳنسان، ٲم العكس؟
ـ يا هكتور ، الٳنسان في كل عصر يخلق له اله علی هواه.
ـ کف عن هذا الكلام ، فٲنت تعرف مكانك من الله ، فلا تذكره.
ـ انا مذكور ياهكتور، مادام هو مذكور!،اذ تتولد الحقيقة عن الضلال، او ارادة الحقيقة عن ارادة الخداع ، او الفعل الغيري عن المصلحة الذاتية ، او نظر الحكيم النير الخالص عن الشهوة.
ـ من فيكم الشر ، اكيد انت يا ابليس اليس كذلك؟
ـ يا هكتور كن عاقلآ، انا مبرر الشرور، انا يا هكتور انت وانا هم.تراني حاضرا حيثما اردت، او حيثما ارادوا.فٲنا حاضر دومآ لرفع الوزر!،انا الارادة والمراد،انا خادم العباد و مثير العباد الي مطاردة خيوط اوهامهم.
ـ سوف اسقی لنفسي سما لاخلص منك يا ابليس.
ـ هل جننت،الا تعرف انني اموت بموت المؤمنين بي والمكتشفين وجودي فيهم.اكتب يا هكتور، فمن يكتب لن يموت ابدآ.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى