«لا نص يجب أن يكتمل» لعبد السلام الشبلي… غرق في وحل الحرب

صدرت حديثا عن دار (بردية للنشر بالتعاون مع مصر العربية للنشر والتوزيع) المجموعة الشعرية «لا نص يجب أن يكتمل» للشاعر السوري عبد السلام الشبلي، التي تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017 كجزء من انطلاق دار بردية المصرية الفلسطينية التي أسست نهاية عام 2016.
فبعد «أنوثة وطن» و»قصائد كتبت له»، يعود الشبلي بمجموعة شعرية من 100 نص قصير ومتوسط من الشعر النثري، يحاول خلالها الشبلي تقديم مشاريع لقصائد منفصلة في كل نص عن الآخر، إلا أنها يمكن أن تعتبر قصيدة واحدة طويلة، لامس فيها الشاعر السوري جوانب الوجع الإنساني السوري، راصدا من خلالها تأملات لا يريدها أن تكتمل لقصائد ضاعت في هيئة بلادٍ أكلتها الحرب.
ينطلق «لا نص يجب أن يكتمل» بحلم وردي يعيشه الشاعر السوري في بداية مجموعته «حَلمتُ بأنكِ وطنٌ/ يعودُ إليهِ الجميعُ بعدَ الحرب/ وأكونُ أنا أكبرُ الخاسرينَ فرحاً»، لتتحول مخيلة الشاعرإلى البلاد التي أماتت كل جميل أحبه قبل أن يبلغ معه نهاية الحب الوردية «أنا أسوأُ عاشقٍ في الدنيا/ كل البلادِ التي أحببتها.. ماتتْ / كل الجميلاتِ اللاتي غرقتُ بهنَّ/ جففنَّ من عسلهنَّ ودمعهنَّ/ كل الأسماءِ التي حفظتُها/ فقدتْ أرواحَ أصحابِها/ كل الأحلامِ التي أدمنتُها/ استيقظتْ وأعلنتْ أضغاثَها».
في «لا نص يجب أن يكتمل» لقطات تأملية كثيرة، حاول فيها الشبلي رسم الحرب الدائرة من زاوية شعرية، تظهر فيها سوداوية واضحة في عدد كبير من نصوصه فيقول في أحدها «هذه الحياةُ سوداء بما يكفي/ لنلعنها/ ونموت خوفاً من عتمة ظلمها/ هذه الحياة بيضاء بما يكفي/ لنصنع منها أكفاناً/ نلتجئ عند الخلاصِ لها».
قناعة الشبلي لا تتغير في أن الحرب تسرق كل شيء جميل، مضيعة كل الأحلام التي يمكن صناعتها في هذه الحياة، جاعلة من كل شيء فيها غير قابل للاكتمال بدءا من الواقع الحقيقي وانتهاء بالكذبات الجميلة التي لم تعد ممكنة «في الحرب لا نص يجبُ أن يكتمل/ كل لوحاتنا ناقصة/ والألوانُ لا تكفي/ لنرسمَ كذباتنا الجميلةِ/ ونلونَ أحلامنا الضائعة».

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى