‘أبناء الأدهم’ رواية الأسطورة وجماليات الصحراء

وقع القاص والروائي السعودي جبير المليحان روايته “أبناء الأدهم”، خلال أمسية نقدية، نظمها، مؤخرا، بيت السرد في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وقدّم القراءة النقدية الناقد مصطفى الضبع.

استهلت الأمسية بتقديم مدير بيت السرد في فنون الدمام الناقد مبارك الخالدي للضيفين الروائي جبير المليحان، والناقد مصطفى الضبع ساردا لسيرتيهما الذاتيتين والأدبيتين من خلال الجهود المبذولة من قبلهما في الجهات الحكومية والأدبية التي عملا بها، بالتأكيد على أن الروائيين يتشكلون من ثلاث طبقات “من يقرأ أكثر مما يكتب فأعماله عالية الجودة، ومن يكتب قدر ما يكتب فأعماله مذبذبة المستوى، ومن يكتب أكثر مما يقرأ فلا يعول على أعماله”.

ويؤكد الضبع أن القراءة هنا ليست بمعنى مطالعة الكتب وإنما قراءة العالم وتأمله، وإعادة تقديمه فنا سرديا له جمالياته مما يجعل فعل الكتابة يكتسب الكثير من المستويات متعددة المفاتيح، وتتعدد مفاتيح القراءة بداية من السبيكة النصية والنحوية “العنوان” بوصفه تركيبا نحويا من المضاف والمضاف إليه وهما يشكلان مبتدأ خبره النص الروائي بكل ما فيه من مشاهد وأحداث ونشاط إنساني كاشف عن مساحة التاريخ أو مساحة من الوعي الإنساني بالعالم، وكذلك تعمل السبيكة على إنتاج ثنائية العالم متعددة الدلالات في النص “أجا وسلمى” مثلا كما تطرح فكرة الأجيال المتوالية من أبناء الأدهم.

ويوضح الضبع أنه يمكن رصد مجموعة من المفاتيح النصية لقراءة هذه الرواية، الصادرة عن دار “جداول للنشر والترجمة”، منها: الفاصلة السردية التي جاء عليها النص تطورا عن الفصل بمعناه التقليدي، حيث المشاهد تكون منفصلة متصلة تستمد جينات القصة القصيرة لتشكل عالم النص، وكذلك المكان الذي يوظفه الروائي لخدمة النص ليس بمعنى البطولة وإنما بمعنى التقنية، فالروائي لا يكتب عن المكان بوصفه موضوعا روائيا ولكنه يكتب بالمكان بوصفه تقنية فنية.

وفي تعليق من الروائي المليحان يشير إلى أن هناك أسطورة صغيرة دونت وكتبت ودرست على أزمنة كثيرة، اخترقت مساحة من الجغرافيا يعرفها بدقة. بنيت هذه الأسطورة في هذا المكان في زمن قديم وهذا الزمن القديم عاشت فيه الأسطورة في روايتها القديمة أو الجديدة وما فيها من صراع وحرب وسلام.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى