فوتوغرافيون شبان يعيدون اكتشاف آثار تونس المنسية

بمناسبة تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية، انطلق مؤخرا 42 مصوّرا ومصوّرة معظمهم من الشبان إلى جانب 22 صحافيا في اتجاه الموقع الأثري الروماني “باراروس” الواقع بمنطقة وادي الرقة من مدينة الحنشة، التابعة لمحافظة صفاقس التونسية (جنوب)، وهو موقع يختصر كل جماله تحت الأرض حيث توجد الأعمدة والأقواس وروعة المعمار الروماني الذي حافظ على خصوصيات فريدة ظلت شامخة رغم فعل الزمن الغابر وتعاقب القرون.

“باراروس” موقع يختزل المعمار الروماني وهو مبنيّ تحت الأرض ما جعل جزءا منه مغمورا بالمياه، ولعلّ جمال المكان حفّز المشاركين من مصورين وإعلاميين على النزول إليه بالسلالم ثم المدرجات المحفورة لاكتشاف جمالية هذا المعلم الأثري الذي لا تصله أشعّة الشمس إلاّ لماما، وذلك من خلال فتحات موضوعة للتهوئة والإضاءة، ومرّ عدد من المصورين عبر الأنفاق لالتقاط الصور التي تخلد التاريخ وعمق الحضارة، كما أنّ البحث عن الصور الجميلة في رحاب المكان وثنايا التاريخ جعل بعض المصورين لا يترددون في الغوص في المياه الباردة بأرجل حافية لاستكشاف المكان وللتوثيق بالعدسة الفنية الجميلة.

ومن “باراروس” تحوّلت القافلة نحو مدينة جبنيانة لزيارة مقام أبي إسحاق الجبنياني، ثم تواصلت الرحلة الاستكشافية نحو منطقة “اللوزة”، حيث الموقع الأثري الروماني “البطرية/أكولا” الذي لا يزال يواجه عاديات الزمان ويقف شاهدا على الكنوز الأثرية التي تحتويها المنطقة، حيث تفنّن المصوّرون في التقاط المئات من الصور من زوايا مختلفة لهذا المعلم المطل على البحر وعلى الميناء القديم.

ختام الزيارة التي نقلت الضيوف عبر مراحل من تاريخ صفاقس، كان إلى “ناظور سيدي منصور” على الساحل الشمالي لمدينة صفاقس. ولعلّ هذه القافلة، التي كانت فرصة للتعرّف على كنوز تاريخية وأثرية، تكون حافزا للمزيد من البحث والتنقيب والاستكشاف في مختلف مدن وقرى وأرياف محافظة صفاقس التي مازالت تنتظر الكشف عن المزيد من المعالم والمواقع التي يُخبّئها الزمن في تفاصيله.

وضمّت الزيارة قافلة من الإعلاميين والمصوّرين الفوتوغرافيين الذين تنافسوا في إطار مسابقة وطنية للتصوير الفوتوغرافي حول هذه المسارات، سوف تُتوّج بتقديم جوائز لأفضل الأعمال المنجزة، وذلك يوم 18 فبراير الجاري بمناسبة افتتاح معرض لصور المعالم الأثرية بصفاقس إلى جانب نشر الصور الفائزة في مطوية للتعريف بصفاقس، على أن يتمّ استغلالها في الكتاب الأبيض “صفاقس 2017” وبطاقات بريدية يقع إهداؤها لضيوف صفاقس بمناسبة اختتام تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى