أمهات وجدات يروين في مناخ أردني قصصا واقعية

يستعيد الكاتب محمود الشمايلة في مجموعته القصصية “وللثلاجة حكايا دافئة أيضا”، الكثير من طقوس الحياة اليومية في حي “الثلاجة”، والتي تكاد تتشابه مع الكثير من الحيوات اليومية في أرجاء الأردن، إلا أن المكان في هذا الكتاب بدا وكأنه يمتلك خصوصية فريدة في التعايش مع مفردات وأحداث آتية من اللهجة المحكية والعادات والطقوس، خاصة وأن الكاتب يسرد جملة من الصور القلمية البديعة لنسوة هنّ بمثابة الأمهات والجدّات اللاتي يحملن رائحة المكان والوطن النابض بالأشواق والبهجة رغم كل التحديات والصعاب.

وتنطوي المجموعة، الصادرة حديثا عن مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى، على أسلوبية جديدة في السرد القصصي الأردني الذي يحفر في أحداث ووقائع حقيقية مستمدة من حراك البيئة الأردنية المحلية، وهو يأتي امتدادا لكتاب الشمايلة الأول الذي حمل عنوان “نسوان حارتنا”.

من جهة أخرى يستمد الكتاب موضوعاته من قصص وحكايات بيئة شعبية بسيطة في حي “الثلاجة” بالكرك التي عايش المؤلف الشمايلة شخوصها وفصول أحداثها بألفة ودفء وحميمية.

ويأتي هذا العمل ثريا بالمضامين وكاشفا عن أوجاع سكان الحي الشعبي وآماله، ويتميز بحبكة قصصية محكمة بارعة السرد والتشويق، موزعة بعدل وتناسق بين تعابير تصف حركة الشخوص وترتقي بالمكان الأردني المكحل بالحداء المطل على فضاءات فلسطين غربا، فهو في النتيجة كتاب شديد الإنصاف لأمهاتنا وأحاديثهن عن البطولة وفرسان المواقف.

من جانبه يقول مؤلف الكتاب محمود الشمايلة “إنه عمل في كتابه على إكمال مشروعه التوثيقي لمشاهداته الحقيقية داخل بيئته الشعبية في حي ‘الثلاجة’ بالكرك، ومعاينته عن قرب لنساء من الواقع اليومي، تميزن بالنبل والشهامة والحنان، أنجبن جيلا من شباب الوطن وصلوا إلى مراكز متقدمة منهم الجندي والطبيب والعامل والأستاذ والمهندس والفنان”.

ويشير الباحث حسين محادين إلى أن المجموعة تشتمل على نصوص عفيفة افتقدتها الكتابة منذ زمان، وهي تنطوي على قراءة متمكنة في علم اجتماع الأدب بمنحى نادر التداول في المجتمع المحلي، مبينا أن الكتاب توثيق آت من ذاكرة يقظة بأحاسيس إبداعية متمكنة تنفرد بدفء وتدفق الحكايا وهي تعاين تفاصيل كثيرة من المكان الذي هو حي “الثلاجة” على مقربة من قلعة الكرك التاريخية.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى