فوتوغرافيان يمنيان يَسَخران من الحرب بلغة الفن

أحمد الأغبري: قدم شابان يمنيان تجربة فوتوغرافية متجاوزة لتقنيات التصوير الفوتوغرافي محليا، من خلال تصوير مشاهد ضوئية داخل استديو تعامل مع رؤية الفنانين لآثار الحرب ومدى إصرار الإنسان في هذا البلد على تجاوز الموت والخراب، متمسكا بثقافة الحياة، من خلال اشتغالٍ مختلف على الأضواء والألوان؛ وهو ما أجاد الفنانان التعامل معهما بحرفية قد تكون استفادت من إمكانات تصوير الأفلام السينمائية، من خلال اعتمادها على ممثلين ومخرج، ما يصنع خلفيات الخدع الضوئية، إلا أن صور المعرض لم تتجاوز، في الأخير، فن التصوير الضوئي.
قدم المصوران الفوتوغرافيان جمال التويتي وعمار شريان في معرضهما، الذي افتتح الاثنين 27 شباط /فبراير في غاليري صنعاء، رؤية فنية مختلفة تجاه الحرب، مزجا فيها بين تراث الإنسان اليمني وحاضره كأحد مظاهر الثقافة، وبين آثار الحرب الراهنة في البلد، وذلك في مناظر التقطت صورها في استديو اُعدّ خصيصا لالتقاط هذه الصور، التي تُعلي من شأن ثقافة الإنسان وإرادته في مواجهة الموت والخراب.
واعتمد استديو هذه الصور على إمكانات التصوير الفوتوغرافي من كاميرات وإضاءة وأرضيات وخلفيات قماشية، بالإضافة إلى استخدام مواد تعمل على انبعاث أدخنة لا تشبه أدخنة الانفجارات، لكن تلك الأدخنة والوجوه، تفتح المناظر على قراءات مختلفة، محورها أن الحرب لن تغير من علاقة الإنسان بثقافته وهويته وبلده، أو هكذا يُفترض؛ فالجمال كُنه الإنسان هو السلاح القادر على مواجهة الحرب وتجاوزها باعتباره إرادة حياة، وهي الإرادة التي يمثل الشباب عنوانها.
ويقف زائر المعرض في النهاية أمام عرض مرئي حي لكيفية تصوير مناظر المعرض، التي اعتمدت على ممثلين بملابس تقليدية خاصة بهذه الصور، بينما يقف في خلفية الاستديو مساعدون يلقون في وجه الأضواء لحظة التقاط الصورة، مادة يتخلق منها ما يشبه الدخان يتجاوزها الإنسان منتصرا للحياة، كل ذلك بلغة جمالية متعصبة للحياة وساخرة من الحرب.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى