عبدالكريم كاصد: لم يعد لي مأوى بعد كلّ هذه الأسفار والمنافي إلاّ اللغة

محمد الحمامصي

يشكل د. عبدالكريم كاصد شاعرا وساردا ومترجما وناقدا رؤية فريدة للعالم، فقد استطاع عبر تجربته الشعرية التي قدمها في 15 ديوانا أن يرسخ صوتا شعريا له خصوصيته وثراؤه الجمالي والإنساني، صوتا مفعما بصراعات الوجود في هذا العالم الإشكالي الملتبس، ليحتل مكانة متميزة في التجربة الشعرية العراقية والعربية، إضافة إلى تجربته في الترجمة التي احتفت بالشعر العالمي وشعرائه الكبار وبالأفكار والرؤى الفلسفية، الأمر الذي منح تجربته عامة أبعادا مهمة انعكست على آفاق رؤيته واتساعها، من مجموعات شعرية الحقائب، النقر على أبواب الطفولة، الشاهدة، وردة البيكاجي، نزهة الآلام، سراباد، دقّات لا يبلغها الضوء، قفا نبكِ، زهيريّات، ولائم الحداد، الديوان المغربيّ، الفصول ليست أربعة، هجاء الحجر، حذام، ديوان الأخطاء. ومن مجموعات قصصية ومسرحية: المجانين لا يتعبون، حكاية جندي، مسرحية عُرضت على مسرح (أولد فك) بلندن في مطلع سنة 2006 ومما ترجم عن الفرنسية كلمات لجاك بريفير، وأناباز لسان جون بيرس، وقصاصات ليانيس ريتسوس، وعن الملائكة لرفائيل ألبرتي. وعن الإنجليزية هربرت زبغنييف (مختارات شعرية).

في هذا الحوار مع د. كاصد نسعى لإضاءة جانبا من تجربته الإبداعية، وتجربته الحياتية التي شهدت أحداث ومواقف أثرت تجربته وألقت بظلالها عليها وتنقلات بين العديد من البلدان لتنتهي إلى الإقامة في العاصمة البريطانية لندن.

يقول د. كاصد عن البدايات والمكون الرئيسي في شخصيته الشعرية “لا أستطيع أن أحدد البدايات وقد اخترقتها أحداث وأزمنة شتى عاشها الطفل. لكن تحضرني حادثتان: طفل يتوقف عن اللعب فجأة في ساحة، تباغته صرخة امرأة تهوي مضرجة بدمها، وقاتل يعلن انتصاره، وامرأة أخرى لعلها أمها أو واحدة من قريباتها تسرع لتغطي جسدها الممزق بعباءتها. القاتل رأيته فيما بعد وقد أحاله السجن إلى رجل ذاهل مطرق يخفي عينيه بنظارتين ملونتين سميكتين يسير وكأنه السائر في نومه.

الحادثة الأخرى حدثت في أثناء عودتي من المدرسة بحقيبتي الثقيلة: صرخة يعقبها أنين خافت طويل. أطلّ من حائطٍ خفيض على ساحة بيت فأرى جثة غطتها الأم بعباءتها وهي تواصل أنينها. كنت أرى القتيلة، أنا الطفل، كلّ مساء وهي تقف أمام بيتها بثوبها القصير ووجهها الأبيض المتحدي الساخر.. تتحدى من؟ القاتل ادعى الصمم بعد أن اكتشف أن أخته الصغرى لم تكن أقل جرأة من أخته القتيلة وهي تقف أيضا بثوبها القصير ووجهها الأبيض المتحدي”.

• أحداث .. أحداث شرف!

ويضيف “وقد يكون القاتل مهرباً قادماً من معركة حامية مع الشرطة، وهو يتخبط في دمه يستنجد بعائلتي فتنجده، وتشفيه بضمادات ساخنة، ثم ينطلق ثانية في حياته. أصادفه أحياناً وكأنني لم أره من قبل. ووسط كلّ هذه الأحداث هناك من يسردها وقد انتقلت من ماضيها السحيق لتصبح أساطير وخرافات يرويها مجنون آخر هو خالي المريض الذي كان يلازم الفراش مستغرقاً في أقاصيص ألف ليلة وليلة، يروي لنا تفاصيلها كأنه واحد من أبطالها، متحلقين حوله مسحورين بأحداثها.

وتشاء الصدفة أن يأتي راوٍ آخر صديق لوالدي يروي، في ليالي الشتاء الحميمة، تفاصيل حاضر أشدّ هولاً: أحداث الحرب العالمية الثانية يوماً فيوماً. الواقع والأسطورة يتقاسمان الطفل أو يتناهبانه بين عالمين.. سماء وأرض.. رعب ونشوة.. ودخول مفاجئ في معترك سياسيّ أشدّ اضطراباً لينشطر الطفل ثانية، وقد تلبسه الحلم في يقظته فلا يدري أهو في يقظة أو نوم؟ لكنه يستيقظ فجأة ليجد نفسه، بعد مجزرة 1963 وصعود البعثيين إلى السلطة، متخفيا هارباً غريباً في بلدٍ آخر، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره فيدرس الفلسفة هناك علّه يضيء بها ظلمته، لكنه لم يجد إلا نفسه وحيداً في ظلمتها يتلمسها كالأعمى بحثاً عن الضوء.. سفر دائم.. شغف بالعالم والشعر.. يقظة في نوم ونوم في يقظة.. هل التبست عليه الأشياء أم هو الذي التبس على الأشياء؟ ولكنه في كلّ أسفاره لم يكن غير ذلك الطفل الذي لم يكبر قطّ. هل كبر حقّاً؟”.

• مراحل ومنافي

ويتساءل د. كاصد: كيف أعرّف المراحل التي مررت بها، بالأمكنة؟ بأزمنتها؟ بالمنفى الذي صار وطناً؟ بالوطن الذي لم يكن غير منفى؟ بالحاضر الذي تقاسمته أمكنة شتى؟ بم أؤرخ المراحل؟

ويقول: بعد مجيء القتلة وصعودهم إلى السلطة سنة 1963 اختفيت أشهراً ثم وجدت وسيلة للهرب، فتغربتُ ثم عدتُ ثم تغربتُ من جديد، بعد مجيئهم ثانية في أواخر السبعينيات.

كان هروبي الثاني موجعاً. اختفيت في بغداد طويلاُ بعد أن أطلقتُ لحيتي وغيرتُ ملامحي ولم أجد من وسيلة للهرب هذه المرة سوى الجمل أعتليه أسبوعاً كاملاً في صحراء قفر، مع قافلة ضمت ثمانية أشخاص وستة جمال، لنصل بعدها إلى منأى التقينا عنده بقافلة أخرى منتظرين ما يقلّنا إلى الكويت، بثياب البدو فلم نصادف غير تنكر ماء انحشرنا فيه عشرين مهرباً وهارباً من أقطار شتى. اختنق منا اثنان كانا فلسطينيين فأخرجناهما ومددناهما على سطح التنكر ثم أجلسناهما في الصدر في موضع المهربَين اللذين أبديا إنسانية فائقة.

كان معي الشاعر مهدي محمد علي الذي أقيم مهرجان المربد باسمه هذا العام. ثم توالت المنافي: الكويت، اليمن، سوريا، لبنان، موسكو، لندن، وفي كل موضع ثمة كتاب ونصوص وعذابات وجوع وتشييع صديق واستذكارات وطن ومناف بأحداثها وأناسها فاختلطت المراحل وما عاد حاضرا لم يكن إلا ماضياً مكروراً.. أستعيده كلما ألفيت مكاناً جديدا وبشراُ آخرين. يشغلني الحاضر في الكتابة حتى لو كان استدعاء لماض غابر، لذلك لا تتخذ قصائدي شكلا واحدا لها أو تستدعي شكلا سابقاً.. التجربة هي الأوْلى والأًولى.

وحول علاقته باللغة وهي علاقة خاصة في مجمل أعماله، يشير إلى أنه “لم يعد لي مأوى بعد كلّ هذه الأسفار والمنافي إلاّ اللغة، فهي سكني وقد أصبحتُ بلا سكن خفيفاً طائراً أمسّ المكان ولا أقيم فيه.. خفيفاً إلاّ من لغتي ولعلّ ألفتي معها هي الغرابة ذاتها، فهي ألفتي حين أتغرب، وغربتي حين أألف المكان ولعلّ في هذه الغرابة والألفة ما يجعل العلاقة في احتدام أبداً”.

ويرى د. كاصد أن المشهد الشعريّ العراقيّ واسع لا يحدّه مهرجان، أو ظاهرة تسود بين فترة وأخرى، وما يبدو من طغيان لهذا النمط من الشعر أو ذاك ليس إلاّ عرضاً لا يمكن الاحتكام إليه.

• قصيدة النثر

ويؤكد أن قصيدة النثر يكتبها الآن شعراء من أجيال شتى، وحضورها الآن كشكل شعريّ سائد لا يلغي الأشكال الشعرية الأخرى التي قد تهيمن في مناسبات أو أحداث معينة، ولكنها لن تكون السائدة أبداً، في تجربة شعرية لها تاريخها العريق، في القدرة على التجدد والخروج على المألوف شعرياً أو حياتياً، حتى وإن بدت على غير جوهرها في مهرجان ما، أو حدثٍ ما، وهي مهما حاولت ولاسيما قصيدة العمود منها أن تستوعب الواقع فإن شكلها يقف عائقاً، إلى حدٍ ما، في قدرتها على تحقيق ذلك، لأنه شكل محدود ولاسيما على يد صغار شعرائها الضاجين بكل مناسبة بسبب تخلفهم وجهلهم المطبق بكل ما يحيط بهم من واقع أو فكر. قد يسود العمود في قصيدة النثر ذاتها حين يقف الشاعر عند حدود الشكل، دون تجاوزه إلى الجوهر الإنسانيّ في التجربة الشعرية.

ترجم د. كاصد عشرات الأعمال الشعرية والنقدية، ويلفت إلى علاقته بالترجمة خلال ما يزيد على أربعين عاما، قائلا “ما ترجمته من مجموعات مختلفة لم يكن جراء عقود أو تكليف، وإنما هو وليد ذائقة ومعرفة بالآخر. دون هذه الذائقة وهذه المعرفة لا أجد نفسي مدفوعاً إلى الترجمة أبداً”.

ويوضح “يتطلب العمل المترجم أيّا كان سرديا أم شعريا أم فكريا معرفة به، وتذوقا له ودون هذين الشرطين تصبح الترجمة عبئا على المترجم والقارئ معا، وإن كان الشرط الآخر المتعلق بالذائقة ليس ملزماً في بعض الأعمال التي تتطلب جهدا معرفياً كبيراً، وقد لا تكون للذائقة فيه دور كبير كما في الأعمال ذات الطابع العلميّ أو الفلسفيّ، رغم اقتناعي بوجودها الخفيّ حتى في هذه الأعمال.

في ترجمة الشعر لا تكفي حتى معرفة المترجم بموضوعه إن لم تكن هناك ذائقة تكمن خلفه وإحساس عميق بلغة الأصل واللغة المنقول إليها. وقد يضيف البعض إلى الذائقة والمعرفة الحدس في قدرته على استيعاب النص وفهمه. ثمة ترجمات تطالعنا بلا أخطاء ولكنها لا تُقرأ حتى أنك تفضل الخطأ على صوابها لأنها تفتقر إلى الحدّ الأدنى من الحساسية التي تتطلبها الترجمة”.

• معايير الترجمة

ويشير كاصد إلى أن معايير الترجمة تختلف من مترجم إلى آخر: رواج العمل الأدبيّ حتى ولو كان ضئيل القيمة فنياً، الجوائز، الذائقة الشخصية، ثقافة المترجم وعمقها، إلى آخره من المعايير الأخرى. وقد يكون بعضها مضرّاً كالجوائز التي قد تتخذ معياراً مؤسساتياً وليس إبداعياُ، وقد تكون ذائقة المترجم نفسه فاسدة، لكن ما هو مهم أيضاً، ولاسيما في الشعر، أن يكون العمل الشعريّ قادراً عبر المترجم على الانتقال من منظومة لغة إلى منظومة لغة أخرى، ليصبح جزءاً منها دون أن يفقد خصوصيته، أو يتماهي مع شخص المترجم أو منظومة اللغة الأخرى، وهذا لا يتحقق كثيراً في الترجمة، ففي الأدب الإنكليزي مثلا لم يتحقق هذا إلاّ لأعمال قليلة جدا كألف ليلة وليلة، ورباعيات الخيام بينما لم تستطع أعمال أدبية كبيرة من النفاذ إلى منطقة اللغة الأخرى.

وينبه كاصد أن المترجم مدعو طوعا إلى ترجمة بعض الأعمال الأدبية، كمبادرة منه للإسهام في الشأن الثقافي “المترجم مدعو إلى هذا الإسهام حين يكون حرّاً في اختياره غير تابع لمؤسسة لها شروطها الخاصة.

حدثتني شاعرة إيرانية حين سألتها عن سبب سوء ترجمة أحدهم رغم ذيوع شهرة ما يترجمه، فأجابتني ببساطة لأنه مرتبط بمؤسسة تفرض عليه أسماءها ونصوصها واختياراتها بشكل عام. لقد كانت الترجمة منذ البدء مشروعاً وإسهاماً فرديا مبادراً وهذا ما تذكره كتبنا القديمة في إشاراتها إلى ما ترجم حتى قبل العصور الإسلامية في تاريخنا. ولكن ذلك لا يتعارض مع التخطيط الواعي المبرمج لاستيعاب آخر التطورات في الآداب العالمية المختلفة”.

• تنظيمات الإسلام السياسي

وحول استحواذ الكتب التي تناقش أو ترصد وتحلل ظاهرة جماعات وتنظيمات الإسلام السياسي المتطرف والتكفيري منها والإرهابي جل أعمال المترجمين الآن في الكثير من دور النشر الخاصة حيث تلقى إقبالا ورواجا كبيرا، يقول: “في وضع مرتبك كوضعنا يفزع الناس إلى الكتب ليجدوا تفسيراً لهذه الظاهرة التي تكاد تشبه في سماتها الكوارث الكبرى التي شهدها تاريخنا. لعلّه البحث عن اطمئنان مفقود وتوقع بزوالها في واقع لا ينبئ بذلك على المدى القريب. كانت الأنظمة السابقة في ممارساتها ضدّاً للناس أفراداً وجماعات تودعهم مقابرها وسجونها، ولكننا اليوم أمام ظاهرة مرعبة هي إيداع بلدان بأكملها المقابر والسجون.

وما هو أشدّ رعباً هو أن قانونها السماء، وشعارها الماضي، ومسرحها الدمويّ الحاضر المغلق على المستقبل. إنها الظاهرة التي تحاربها المؤسسات التي أنشأتها في الماضي، والتي لا تختلف عنها حاضراً في جوهرها، بل وحتى في ما تخطط له مستقبلا، وهذا ما يثير الدهشة والرعب لدى أوساط كثيرة بما فيها أتباعها السائرون أبداً في نومهم”.

ويتساءل د. كاصد: كيف تحارب تنظيماً أنت وجهه الآخر في المرآة؟ ويقول: “ومثلما تعيش الملهاة إلى جانب المأساة أو تولد منها فلا بدّ من تجارة رائجة في قلب هذه المأساة – الملهاة هي تجارة الكتب ودور النشر”.

ويؤكد أن الترجمة لا تزال لها حضورها في المشهد الثقافي. “لقد حظيت أعمال بعض الكتاب والشعراء باهتمام كبير: ماركيز على سبيل المثال، بورخيس، وريتسوس كما برز مترجمون كرسوا حياتهم للترجمة كالصديق صالح علماني، ولكن ذلك لا يعني أن ثمة كتابا عاديين حظوا باهتمام كبير أيضاً، وهم لا يشكلون قيمة كبيرة، رغم رواج أدبهم، في الآداب العالمية، كما أنّ هذا لا يعني أنّ ترجماتٍ لهؤلاء الكتاب لم تكن في غاية السوء. قد نجد تفسير ذلك في السوق الذي لا يزال له تأثيره الواضح في قيمة العمل الفنيّ. أعمال كثيرة أعيدت ترجمتها سواء عن الأصل، أو عن طريق لغة ثالثة. وفي ذلك إغناء للمشهد الثقافيّ، ودلالة تستحق الوقوف عندها لا للمقارنة، وإنما لمعرفة ما هو أعمق من ذلك: زاوية النظر الأخرى في فهم الآداب العالمية، أو بعبارة أبسط القراءة الأخرى لما ترجم من قبل أي الخروج من دائرة التقييم الضيق إلى ما هو أكثر رحابة في التعامل مع الآداب العالمية الأخرى”.

• عالم مضطرب

ويضيف د. كاصد “في عالمنا المضطرب حيث الحروب الدائرة توسع الهوة بين الهويات مازال هناك للثقافة والترجمة على الأخص دور في التقريب بين هذه الهويات لاسيما أنّ القطيعة لم تعد سمة العصر، بل تواصل الهويات والثقافات وتداخلها، وما يبدو قطيعة ليس في جوهره غير حدث عابر مهما امتدّ زمنياً، لأنه ليس نتاجاً طبيعياً لحركة واقع أو تاريخ وإنما هو وليد جشع الرأسمالية العالمية وخططها خارج أي قيمة ثقافية أو إنسانية وبالضد من حركة الواقع والتاريخ.

وارتباطاً بأسئلتك الأولى عن الترجمة يمكن للترجمة أن تعمق لا الوعي وحده وإنما المشاعر أيضاً في مواجهة التخلف الذي يجد كتابنا صعوبة في مواجهته مباشرة. الترجمة يمكنها أن تكون بديلاً مباشراً، أو غير مباشر في مواجهة هذا المدّ البربريّ القادم من الخارج والداخل معاً في تناغم يثير التساؤل.

هذه الترجمة البديل يمكن أن تكون مصدّاً حتى في ميدان الأدب البغيض والشعر المتخلف، ولا سيما ذلك النمط من الشعر المتقنع بأشكاله الكلاسيكية التي تحتضر. أجل ثمة هجمة كلاسيكية يعلو هديرها الصحراويّ في المهرجانات والمناسبات والقنوات الفضائية يمكن لترجمة الشعراء العظام، والحركات الجديدة في الشعر أن تضع حدّاً لمثل هذا الرغاء الصحراويّ الذي لا تلمس خطورته إلا في المهرجانات والمناسبات في تخريب الذائقة وتكريس الأعراف البائدة، إن لم تكن هناك ضوابط للحد من ظاهرة إشاعة الثقافة الشفاهية القائمة على الإلقاء والحماس.

إنني أتساءل إذا كان للقراءة احتمالاتها وتأويلاتها العديدة، فكيف يمكن التعويل على السماع في فهمنا وتقييمنا للشعر في مجتمعات ليس للإصغاء مكان في ثقافتها.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى