فيلم ‘آه’ صرخة عربية تجاه عنصرية الغرب

يتطرق الفيلم المصري “آه” لمخرجه مهند دياب، والذي توج بجائزة “الكلاكيت الذهبي” في مهرجان لبنان للسينما والتلفزيون بالعاصمة بيروت، بكثافة مشهدية وزمنية عالية إلى موضوع هام يعيشه العالم الآن، وهو العنصرية التي يواجه بها بعض الأوروبيين العرب والمسلمين، ومآلات هذه النظرة في المجتمعات الأوروبية، على كلا الطرفين.

وتسلم مهند دياب الجائزة من المخرج صبحي سيف الدين رئيس المهرجان ونقيب السينمائيين اللبنانيين، والفنانة السورية سوزان نجم الدين، موجها الشكر للجمهور اللبناني والمهرجان، مؤكدا إعجابه بشعار المهرجان القائل “أنه إذا ابتسم الفنان ابتسم الوطن”.

وفي فيلم “آه” بدقائقه السبع، يقدّم دياب حالة اتهام جاهزة يوجهها عدد من الأشخاص في بلد أوروبي لشاب، لمجرد أنه مسلم وعربي، حيث يقومون بالاعتداء عليه بالضرب المبرح، رغم أنه يتوجه لتقديم المساعدة لسيدة أوروبية.
رسالة فنية

الفيلم صور كاملا في فرنسا، ومع فريق عالمي ضم فنانين من أوروبا وأميركا الجنوبية، وقد صور ضمن مختبر “كينوكتامبل” الدولي في مدينة سانت إتيان الفرنسية، وهو واحد من أهم المختبرات السينمائية في أوروبا.

ويُعدّ دياب أول مصري وعربي يشارك في المختبر الدولي حركة كينو السينمائية “كينوكتامبل” لإنتاج الأفلام القصيرة، وضم برنامجه نحو 100 مشارك من جميع دول العالم من صناع الأفلام مخرجين وممثلين وموسيقيين، بهدف التبادل الثقافي والمعرفة والخبرة في صناعة الأفلام وإنتاجها.
عن أهمية هذا الطرح السينمائي وفي هذا التوقيت بالذات وعن دور السينما في فعل شيء ما تجاه هذه الظاهرة، يقول مهند دياب “أنا معنيّ بشكل عام بالأفلام التي تغير الصورة النمطية عن مجمل الصور الذهنية التي يتعرض لها العالم العربي من إرهاب وإسلاموفوبيا، ونظرات دونية في بعض الأحيان، وبالتالي لتغيير تلك الصور أنت في حاجه إلى لغة للتواصل بها، وأبلغ لغة للتواصل مع الغرب هي اللغة السينمائية، لأنها عالمية يفهمها الكل باختلاف اللغات، ولقدرتها على الاختزال في وقت قصير، وذلك ما قدمته ولخصته في فيلم آه”، تلك الآه التي يصدرها الكثيرون باختلاف مواضعها، ولكن تعني الكثير في الفيلم، السينما العربية قادرة على التغيير بكل تأكيد، ولكنها تبحث عمن يتحكم بأدواته لإيصال رسالته الفنية”.

ويتابع دياب، كاشفا عن حساباته التي رتبها في إنجاز فيلم لا يحمل ميزانية إنتاجية كبيرة، بحيث اعتمد بدل ذلك على أهميته وسخونة الفكرة وحضورها الراهن.

ويقول المخرج المصري الشاب “كل ما كان يشغل بالي أثناء تنفيذ الفيلم، كشخص دارس لصناعة الفيلم بكل مراحله، أن أحقق الأحسن، فأنا في منافسة قوية مع أفضل 100 سينمائي حول العالم، وأنا العربي الوحيد الذي شارك في مختبر كينوكتامبل الدولي بفرنسا، وعليّ أن أقدم شيئا قيّما بأقل التكاليف، وبفضل الله أمتلك الموهبة ولديّ الحرفية، وعليه أن أوظف تلك المعادلة بداخلي بشكل عام وفي كل فيلم أقوم به، حتى الطويل منها مستقبلا”.
زمن قياسي

بحسب مهند تم الإعداد للفيلم واختيار الممثلين والتنسيق معهم في وقت استغرق ثلاثة أيام، ثم وقع تصوير الفيلم على مدى يوم واحد فقط، وتم المونتاج وتأليف الموسيقى والترجمة في ثلاثة أيام أخرى.

ويعزو دياب نجاح الفيلم للممثلين الذين كان لهم الدور الأبرز في إنجازه، إذ يقول “كان للممثلين دور مهمّ في إنجاز الفيلم، وخاصة الممثلة التشيلية أليخاندرا دياز والممثلة الفرنسية أوليفيا سابران، بالإضافة إلى الرؤية الفنية لمدير التصوير التشيلي جون برادو والموسيقار الفرنسي توماس نيكول الذي أضفى على العمل لمساته من خلال موسيقى تصويرية رائعة”.
وحصد الفيلم العديد من الجوائز من بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان دلهي السينمائي الدولي في العام 2016 بالهند، وجائزة تهارقا الدولية للسينما والفنون في السودان، وأيضا جائزة أحسن مونتاج وأحسن تمثيل وأفضل فيلم بمهرجان بن جرير السينمائي الدولي بالمغرب، وتكريم بمهرجان سطيف بالجزائر، كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان شيلسيا السينمائي الدولي بالولايات المتحدة الأميركية.

يشار إلى أنّ مهند دياب مخرج سينمائي مصري شاب، حاصل على إجازة من كلية الآداب والإعلام قسم إذاعة وتلفزيون، ثم أكمل دراساته العليا في الإخراج والتصوير والمونتاج والسيناريو في الولايات المتحدة الأميركية، وقدّم العديد من البرامج الإعلامية عن فن السينما في العديد من القنوات التلفزيونية، وهو أول مصري حاز على جائزة من هوليوود للسينما التسجيلية القصيرة عن فيلمه “حياة طاهرة”، وقد شارك الفيلم في قسم الفيلم القصير بمهرجان كان السينمائي الدولي 2015.

ولمهند دياب العديد من الأفلام الوثائقية: منها “ورقة بـ100” و”دهمش” و”حياة كاملة” و”يوم في حياة مرشدة” و”الصعيد داخل نطاق الخدمة” و”غاليري” و”مستورة” و”حياة طاهرة”، وغيرها من الأفلام التسجيلية الوثائقية.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى