عبدالصادق شقارة الموسيقي الذي وحد الأندلس والمغرب وإسبانيا

محمد الطنجي

تعتبر السيدة بوشرى عبدالصادق شقارة، رئيسة جمعية “عبدالصادق شقارة للمحافظة على التراث الأندلسي والصوفي والشعبي”، وابنة الفنان الراحل عبدالصادق شقارة، مريدة الزاوية الحراقية، بحق حاملة مشعل هذه المدرسة الموسيقية المغربية الكبيرة في شمال المغرب.

ومن أجل تخليد ذكرى والدها والحفاظ على التراث الفني والإنشادي للمرحوم عبدالصادق شقارة، أحد أهم الرموز الفنية للطرب الأندلسي الأصيل، وحماية إرثه الفني من الاندثار عبر جمعه وصونه، توجت ابنة شقارة عملها بإصدار كتاب عن حياة الفنان الراحل تحت عنوان “عبدالصادق شقارة.. رقة الكلمة واللحن والأداء”.

وأشارت السيدة بوشرى شقارة، في تصريح لها إلى أن “توثيق هذا الموروث الفني تطلب أربع سنوات من الجهد لوضعه في أيدي الباحثين والمختصين ومحبي الموسيقى المغربية والعربية على شكل دليل مفصل للتراث الموسيقي الشقاري”.

وأضافت شقارة، في حوار أجرته عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أن هذا الكتاب الشيق يضم كلمات نحو 40 أغنية مصاحبة باللحن (النوطة) من التراث الأندلسي الزاخر، ويضم أشعارا صوفية، لأغان شعبية من الريبرتوار الموسيقي لشقارة، أحد القامات الشامخة للموسيقى العربية الأندلسية.

وأوضحت مؤلفة الكتاب أن “الجديد في هذا العمل الفني يكمن في أنه يتضمن مجمل أغاني شقارة، من كلمات ونوطة موسيقية، للحفاظ على اللحن والأداء الأصيل للفنان، ولضمان استمرارية هذا الإرث الموسيقي الكبير لفائدة الأجيال القادمة سواء في المغرب أو خارجه”.

وفي هذا السياق، أعربت عن فخرها بكونها كانت دائما ترافق والدها منذ حداثة سنها، مبرزة أنها كانت أول من يستمع إلى الأعمال الموسيقية للفنان الراحل، ابن مدينة تطوان، قبل طرحها في السوق.

وبعد أن استعرضت الجهود التي تقوم بها جمعيتها لتسليط الضوء على الدور الذي اضطلع به الفقيد في الحفاظ على الموسيقى الأندلسية بالمغرب، أعربت السيدة شقارة عن شعورها بالمرارة لما تتعرض له بعض أعمال الراحل من قرصنة على الرغم من تسجيلها في سجلات حقوق المؤلف.

من جهة أخرى، أوضحت أن عازف الكمان الموهوب، الراحل عبدالصادق شقارة، ساهم بالشيء الكثير في إغناء المشهد الثقافي المغربي بتقديم موسيقى تراثية رفيعة، كما كان رائد الانفتاح على الفن الموسيقي الإسباني، حيث تعد “مقامة خوندا” بمقطوعة “يا بنت بلادي” ثمرة للإبداع الفني في المزج بين الغناء الشعبي التطواني والفلامنكو.

وفي هذا الصدد، تطرقت شقارة إلى العديد من التجارب الفنية التي قام بها والدها على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، حيث استطاع من خلالها بنجاح أن يمزج بين تقاليد الموسيقى الأندلسية والأغاني الشعبية بشمال المغرب والفلامنكو الأندلسي، خصوصا صحبة رمز غناء الفلامنكو، خوان بينا فرنانديز، المعروف باسم ريخانو، وإنريكي مورينتي، والفنان الإنكليزي، مايكل نايمان، من خلال التوفيق بين الموسيقى الأندلسية والموسيقى الكلاسيكية.

من جهة أخرى أشارت مؤلفة كتاب “عبدالصادق شقارة .. حياة وشهادة” الصادر بدوره سنة 2007، إلى أنها بصدد الإعداد للدورة الثانية لمهرجان عبدالصادق شقارة، وذلك للتواصل مع مغاربة العالم، بالنظر إلى عالمية أغانيه خاصة أغنيتيه الشهيرتين “يا بنت بلادي” و”يا حبيب القلب”.

وفي نفس السياق، أبرزت أن الجمعية بصدد تسجيل قرص مدمج خاص يضم مجمل أغاني الفنان الراحل مع كلماتها للمساهمة في استمرارية مدرسة عبدالصادق شقارة سواء من حيث الموال ذي الطابع المغربي أو من حيث تقاسيم العزف وذلك لإثراء المشهد الثقافي والفني الوطني.

وخلصت شقارة إلى التذكير بأنه تم تكوين “جوق عبدالصادق شقارة” من أجل المحافظة على الإرث الموسيقي الغني والمتنوع للفنان الروحي عبدالصادق شقارة.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى