مسلسل سوري يثير النقاش في مؤسسة الزواج

الابتعاد عن الاستسهال سمة العمل، والشرط القصصي الرفيع والمشغول بعناية هو ما يميّزه”، بهذه اللهجة الحاسمة المتحدية يتحدث منتجو المسلسل السوري “شبابيك” عن عملهم الجديد الذي يُنفّذ الآن، وسيعرض في شهر رمضان القادم كعرض أول في العديد من القنوات التلفزيونية العربية.

وكما يقول مخرجه سامر برقاوي “الرهان الحاسم الذي تم الحديث عنه آت من أن العمل يقوم على الحديث عن مؤسسة الزواج، بما لها وعليها من منظور مختلف تماما، فسابقا تم التعرض لهذه المؤسسة في الكثير من الأعمال الفنية العربية، ولا ندعي أننا كنا أول من تحدث عن مؤسسة الزواج وعلاقاتها المتشابكة، ولكننا نؤكد أن زاوية نظرنا مختلفة، فهي أوسع من مسألة الخيانة الزوجية، أو العقم التي اعتادت الدراما العربية وحتى السورية على تقديمه بكثرة، بل نتصدى في المسلسل لموضوعات أعم وأشمل، تهم شريحة أكبر من الناس”.

ومن هنا كان هدف صُنّاع المسلسل تقديم حالة درامية مختلفة تقدّم نهايات قصصية مفتوحة، وتحتمل العديد من وجهات النظر ولا تقدم وجهة نظر واحدة تلقينية ومباشرة.

والعمل، كما يؤكد برقاوي “يقوم على مبدأ المتصل المنفصل، كونه يقدّم في كل حلقة حكاية جديدة عن زوجين، تقدم من خلالها مفاهيم يراد منها خلق حالة تحريضية على السؤال الذي يجعل من المتلقي جزءا من حالة التفاعل الإنساني الخلاق”.

ويقدم المسلسل من حيث اعتماده مبدأ الحلقات المتصلة المنفصلة، أسلوبا راج في الدراما السورية مؤخرا وحققت من خلاله على أيدي نخبة من المبدعين نجاحات هامة، كان من أشهرها مسلسل “الفصول الأربعة” سيناريو ريم حنا وإخراج حاتم علي، ثم المسلسل الشهير “ضيعة ضايعة” للكاتب ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو، واللذان تابعا هذا النمط من العمل فحققا عملين شهيرين هما “الخربة” والتجربة الأحدث “ضبو الشناتي”.

وعلى هذا الشكل يسير مسلسل “شبابيك” الذي حشد نخبة من نجوم الفن السوري منهم: منى واصف وبسام كوسا ومحمد نصر وديمة قندلفت وسلافة معمار وعبدالمنعم عمايري وآخرون، إلى جانب فنانين من لبنان.

واشترك في كتابة حلاقات “شبابيك” عدد من الكتّاب السوريين الشباب، بإشراف السيناريست بشار عباس، وهو عبارة عن حلقات متصلة منفصلة لكل منها قصة وأبطال.

وتُفتح الـ”شبابيك” في كل حلقة، لتكشف جوانب أساسية وأشكالا مختلفة من العلاقة بين زوجين، ضمن عالمهما الداخلي أو مواجهتهما العوامل الخارجية وانعكاسها عليهما، في ظروف واقعية وحياتية غير بعيدة من المشاهد، خاصة السوري، وتضع الحبكة “الرابطة بين الثنائي على المحكّ، وأمام تحدّ بإعادة النظر حول جوهر الصلة واحتمالات الاستمرار في العلاقة”، وفق تعريف “سما الفن” الشركة المنتجة للعمل.

كما يقدّم “شبابيك”، وفق صُنّاع العمل “شكلا مختلفا للمشاهد بعدم متابعة مسلسل من ثلاثين حلقة متصلة أو أكثر، ببنية غالبا ما تكون عرضة للمماطلة والهبوط في التشويق، وذلك ضمن إطار يشمل أنواعا درامية عدة، كوميدية ورومانسية وغيرهما، تحت سقف اجتماعي أوسع، في سبيل مخاطبة كل شرائح المجتمع”.

والمخرج سامر برقاوي أتى إلى عالم الفن بعد تخرجه من جامعة دمشق في كلية إدارة الأعمال، ثم درس السينما في ورشات عمل، وقدّم في مجال السينما العديد من المساهمات، كعمله مساعد مخرج في فيلم “باب الشمس” للمخرج يسري نصر الله عام 2003، وقبله فيلم “نور” الروائي القصير في عام 2002، على أن نجاحه الأهم كان في الدراما التلفزيونية، حيث قدم من خلالها العديد من الأعمال الهامة منها: “الوزير وسعادة حرمه” و”بنت النور” و”بقعة ضوء 6” و”قلبي معكم” و”بعد السقوط” و”مرايا” و”فوق السقف”.

وعرف سامر برقاوي قمة نجاحه الإخراجي في الخليج العربي من خلال مسلسل “هوامير الصحراء”، إضافة إلى مسلسلاته اللبنانية “لو” و”تشيللو” وأخيرا “نص يوم”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى